(1930-1864) توماس ووكر أرنولد
Thomas Walker Arnold
Thomas Walker Arnold
توماس ووكر أرنولد مستشرق بريطاني ومؤرخ للفن الإسلامي، كان أول محرر باللغة الإنكليزية للطبعة الأولى ل"دائرة المعارف الإسلامية" واكتسب شهرة خصوصا بعد نشره كتاب "دعوة الإسلام: تاريخ انتشار العقيدة الإسلامية".
ولد أرنولد في 19 نيسان (ابريل) 1864 في ديفونبورت في منطقة بلايموث في جنوب إنكلترا وكان الابن الثالث لرجل أعمال.
درس أرنولد في مدرسة بلايموث الثانوية، ثم انتقل في 1880 إلى لندن لمواصلة تعليمه في مدرسة "سيتي اوف لندن سكول" الثانوية العريقة التي تأسست في 1837. بعد سنتين التحق بكلية المجدلية (ماغدالينا كوليدج) في جامعة كامبريدج حيث أنجز بنجاح دراسته في العلوم الكلاسيكية. لكن الدراسات الشرقية جذبته وأمضى سنته الرابعة في دراسة تاريخ الإسلام.
في 1888 قبل عرضا بتدريس الفلسفة في جامعة عليكرة الإسلامية في مدينة أغرا في إقليم الشمال (أوتار براديش) حيث أمضى عشر سنوات (1888ـ 1898). خلال هذه السنوات، ربطته علاقات متينة مع الهنود المسلمين وساهم في قضية الإصلاح في الإسلام. وكان لهذه السنوات تأثير كبير على نظرته إلى الإسلام.
شارك آرنولد في محاولة التوفيق بين الإسلام والفكر العلمي الأوروبي الحديث بحماس كبير وكان يدفع تلاميذه الإنكليز والهنود في هذا الاتجاه. وعرف عنه أنه كان يرتدي أزياء المسلمين الهنود. وقد أسس داخل جامعة عليكَره مجموعة باسم "جمعية الواجب" (َنجُمن انَعرْض)، يسعى أعضاؤها إلى تجديد الإسلام على أساس الجمع بين الثقافة الإسلامية والفكر الأوروبي الحديث.
ربطته علاقة وثيقة مع مؤسس الجامعة السير سيد أحمد خان (1817-1898) الذي كان أحد أهم المصلحين الاجتماعيين ورجال الدولة في الهند في القرن التاسع عشر ودعا إلى تجديد الفكر الإسلامي. ومن هذه الكلية تخرج جيل من المثقفين والسياسيين المسلمين.
في 1898 عين أرنولد أستاذاً للفلسفة في الكلية الحكومية في مدينة لاهور التي أصبحت في ما بعد جامعة لاهور. وكان من أبرز تلاميذه الشاعر محمد إقبال لاهوري (1877-1938) صاحب فكرة إنشاء دولة مستقلة للمسلمين الهنود، أي باكستان التي تأسست في 15 أب (أغسطس) 1947 بعد إعلان استقلال الهند.
أصبح بعد ذلك عميد الكلية الشرقية في جامعة البنجاب التي أنشئت في 1870 في لاهور.
في 1904، عاد إلى لندن حيث شغل منصب نائب مدير مكتبة مكتب الهند في لندن. في الوقت نفسه قام بتدريس اللغة العربية في جامعة لندن. وعند إحداث منصب مستشار تربوي للطلبة الهنود في إنكلترا في 1909، اختير أرنولد لإدارته.
في 1917، دعي إلى التدريس في "مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية" التي تأسست قبل عام واحد وكان أول من شغل كرسي اللغة العربية والدراسات الإسلامية فيها. وقد عمل بجد على تثبيت دعائم قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في تلك المدرسة حتى أصبحت من أكبر مراكز الدراسات العربية والإسلامية. وعمل بين 1917 و1920 مستشارًا لوزير الدولة لشؤون الهند أيضا.
في 1917 أصبح زميلا فخريا لكلية المجدلية. كما منحته جامعة براغ دكتوراه فخرية.
بعد إحالته على التقاعد وتقديراً للخدمات التي أسداها للهنود في إنكلترا منح في 1921 وسام ولقب "رفيق امبراطورية الهند" (سي آي أي).
في 1926، انتخب عضواً في الأكاديمية البريطانية، أعلى هيئة علمية في بريطانيا.
وقد دعته الجامعة المصرية (جامعة القاهرة الآن) في 1930 للعمل كأستاذ زائر وأمضى النصف الثاني من العام الجامعي 1929ـ1930 في التدريس بقسم التاريخ فيها.
توفي في 09 حزيران (يونيو) 1930 في منزله في حي كنسنغتن في لندن إثر نوبة قلبية مفاجئة.
مؤلفاته
"الدعوة إلى الإسلام" (1896) أعيد طبعه في 1913 في طبعة موسّعة ومنقحة وترجم إلى اللغتين الأوردية والتركية، كما ترجم في الأربعينات إلى اللغة العربية.
"المعتزلة" (1902)
مقالات تتعلق بالهند الإسلامية في "دائرة المعارف الإسلامية"
دراسة عن "التصوير في الإسلام" (1921)
"الخلافة" (1924) أعيدت طباعته في 1965
"الدين الإسلامي" (1928)
محاضرات عن "العهدين القديم والجديد في الفن الديني الإسلامي" (1921)
"بهزاد ورسومه في مخطوط ظفرنامه" (1930)
"الكتاب الإسلامي" (1929) مع المستشرق النمساوي أدولف غرومان (1887-1977) لمختص في أوراق البردي وفي تاريخ الفنون الإسلامية.
"تراث الإسلام" مع ألفريد غيوم (1888-1965)
"الرسم في الإسلام: دراسة مكانة الفن التصويري في الثقافة الإسلامية" (1928)
"العهد القديم والعهد الجديد في الفن الديني الإسلامي" (1932) وهو سلسلة محاضرات ألقاها في الأكاديمية البريطانية عام 1928.
"الرسامون الكبار في بلاط المغول" (1922) مع الشاعر البريطاني لورنس بينيون (1869-1943) الذي عمل في المتحف البريطاني من 1893 حتى تقاعده في 1933.
كلية المجدلية تابعة لجامعة كامبريدج. تأسست الكلية في عام 1428 باسم "نزل الرهبان" للطلاب من الرهبان البندكتيين. في سبعينيات القرن الخامس عشر شيدت مبانيها الرئيسية بإشراف دوق باكنغهان الثاني هنري ستاتفورد وسميت كلية باكنغهام. مع انفصال كنيسة إنكلترا عن البابوية وحل الأديرة بما فيها الدير المشرف على الكلية تغير اسمها كلية القديسة مريم المجدلية.
جامعة عليكرة أسسها الإصلاحي السيد أحمد خان باسم "الكلية المحمدية الأنغلو-شرقية" في 1875. وقد أصبحت الحركة المرتبطة بسيد أحمد خان والكلية معروفة باسم حركة عليكرة وتؤكد على الحاجة إلى إنشاء نظام تعليمي حديث للسكان المسلمين الهنود وترى أن اكتساب العلوم الإنكليزية والغربية ضروري للحفاظ على النفوذ السياسي للمسلمين. كانت رؤية خان مبنية على زيارته لجامعتي أكسفورد وكامبريدج. أصبح اسمها في 1920 جامعة عليكرة.
الكلية الحكومية في لاهور أسستها الإدارة البريطانية للهند في 1864 واستقدمت أساتدذتها من جامعات أوكسفورد وكامبريدج ودبلن ودورهام. كان أول مدير لها أستاذ اللغة العربية والشريعة الإسلامية في جامعة "كينغز كوليدج" في لندن غوتليب وليهيلم ليتنر.
"رفيق امبراطورية الهند" (سي آي أي) – أحدثته الملكة فكتوريا في 1878 لتخليد ذكرى إعلانها "امبراطورة للهند". وهو يعادل رتبة الفارس في الدول الأوروبية الأخرى.
الأكاديمية البريطانية تأسست في 1902 لتكون هيئة للعلوم الإنسانية. وهي تستثمر في الباحثين والمشاريع في جميع أنحاء المملكة المتحدة وخارجها، وتشرك الجمهور بأفكار ومناقشات جديدة، وتجمع بين العلماء والحكومة والشركات والمجتمع المدني للتأثير على السياسة لصالح الجميع، كما كتب على موقعها الاكتروني.
دائرة المعارف الإسلامية هي موسوعة تتعلق بكل ما يتصل بالحضارة الإسلامية بكل جوانبها الديني والثقافي والعلمي والأدبي والسياسي والجغرافي منذ ما قبل الإسلام. وقد صدرت الطبعة الأولى منها بين 1913 و1938 وساهم فيها عدد كبير من المستشرقين.
لورنس بينيون (1869-1943) شاعر بريطاني عمل في المتحف البريطاني من 1893 حتى تقاعده في 1933. من أشهر أعماله "إلى الذين سقطوا" القصيدة التي تلقى في ذكرى جنود الحرب العالمية الأولى في بريطانيا ونيوزيلندا وكندا. ألف كتبا عدة عن تاريخ الفن من بينها "فن المنمنمات الفارسي" (1933) و"روح الإنسان في الفن الآسيوي" (1936) وترجمة "قصائد نظامي" (1928) وسيرة امبراطور المغول "أكبر" (1932).