(1609-1540) جوزف جوست اسكاليغر
Joseph Justus Scaliger
Joseph Justus Scaliger
ولد المستشرق الفرنسي جوزف اسكاليغر في 04 أب (أغسطس) 1540 في بلدة آجان (Agen) في جنوب غرب فرنسا. وهو من أصل إيطالي انتقل والده جوليو تشيزاري سكاليجيرو (1484-1558) إلى فرنسا في 1525 ودرس الطب وأصبح فرنسيا.
بدأ تعليمه في مدرسة غويين الثانوية في مدينة بوردو لكنه اضطر لقطع دراسته بعد ثلاث سنوات في 1555 بسبب انتشار وباء الطاعون. وأشرف والده الذي أصبح اسمه جول سيزار اسكاليغر على تعليمه. وعلى يده درس اللغة اللاتينية والشعر وكان يجبره على كتابة ثمانين سطرا باللغة اللاتينية يوميا.
بعد وفاة والده التحق بجامعة باريس لدراسة اللغة اليونانية. لكن بعد شهرين تخلى عن هذا المجال، والتفت، بناء على نصيحة المستشرق الفرنسي غيوم بوستيل (1510-1581)، إلى تعلم اللغتين العربية والعبرية أيضا. وقد أتقن اللغات الثلاث وتعلم الفارسية والسريانية وعددا من اللغات الأوروبية الحديثة.
أهم مؤلفاته كتاب بعنوان "في إصلاح الأزمنة" (De emendatione temporum) (1583) أورد فيه نصوصا عربية تتعلق بتقويم الكنيسة الشرقية الانطاكية والتقويمين الحبشي والقبطي والأبراج العربية. وخلال بحثه لجأ إلى الكتابات وكذلك إلى النقوش والنقود.
ومن أهم مساهماته أيضا توسيع مفهوم التاريخ القديم ليشمل مع الاغريق والرومان، فارس وبابل وتاريخ اليهود وتاريخ مصر الفراعنة.
في 1562، اعتنق اسكاليغر الكاثوليكي، المذهب البروتستانتي. مع ذلك وفي العام التالي، اختاره لوي شاستينييه دو لا روش بوزيه (1535-1595) سفير فرنسا الكاثوليكي لدى البابا ليكون معلما لأبنائه. ومع هؤلاء زار الجامعات الكبرى في فرنسا وألمانيا وزار إيطاليا.
في 1593 انتقل إلى لايدن لتعليم الدراسات الكلاسيكية في جامعتها خلفا للفيلسوف الهولندي يوستوس ليبسيوس (1547-1606). وكان قد تردد أولا في قبول العرض الذي قدم له في 1591 بسبب كرهه للمحاضرات، لكنه وافق أخيرا بعد تلبية طلبه إعفاؤه من المحاضرات ومنحه دخلا جيدا.
في لايدن طور دراسة وتعليم اللغة العربية ولا سيما لغة القرآن الكريم، بهدف دحض مبادئ الإسلام ولكن بدقة علمية كبيرة. وقد جمع مجموعة كبيرة من الأعمال حول هذا الموضوع، تشكل أساس المجموعة الشرقية القديمة لمكتبة المدينة.
واصل عمله في جامعة لايدن حتى وفاته في هذه المدينة في 21 كانون الثاني (يناير) 1609.
من أهم إنجازات اسكاليغر اكتشافه أن السلالات المصرية المبكرة والممالك البابلية كانت موجودة قبل التاريخ التوراتي المقبول للطوفان حوالي 2300 قبل الميلاد وربما قبل ذلك، حوالي 4000 قبل الميلاد. وأثار اكتشافه جدلا كبيرا حينذاك قبل أن تؤكد دراسات لاحقة وجود مصادر أخرى للتاريخ القديم يجب دراستها، إلى جانب الكتاب المقدس.
يوستوس ليبسيوس (Joest Lips أو Joost Lips) عالم فلمنكي وفيلسوف كاثوليكي كتب سلسلة من الأعمال لإحياء الرواقية القديمة بشكل يتوافق مع المسيحية أشهرها "دي كونستانتيا" (في حالة ثبات).