(1944-1871) ميغيل أسين بالاثيوس

ولد هذا الباحث الاسباني في الدراسات الإسلامية واللغة العربية في 05 تموز (يوليو) 1871 في سرقسطة في منطقة أراغون (شمال شرق اسبانيا) لعائلة متواضعة تعمل في التجارة. توفي والده عندما كان طفلا فواصلت والدته العمل التجاري لتامين لقمة العيش لأسرتها.

تلقى تعليمه الأول في مدرسة يديرها اليسوعيون في سرقسطة عقد فيها صداقات طويلة الأمد.

في جامعة سرقسطة التقى المستشرق خوليان ريبيرا إي تاراغو (1858-1934). وفي مدريد ناقش اطروحته حول الغزالي (1058-1111) مع أستاذيه فرانسيسكو كوديرا إي زايدين (1836-1917) ومارسيلينو مينينديز أي بيلايو (1856-1912). وهؤلاء الثلاثة شجعوه على مواصلة دراساته والمضي قدما في عمله. وحصل على درجة الدكتوراه في 1896.

في 1901 طور اطروحته حول الغزالي ونشرها وألف كتابا عن محي الدين بن عربي.

ومع تقاعد كوديرا أصبح كرسي اللغة العربية في جامعة مدريد شاغرا فشغله أسين في 1903.

في 1905، أسس مع ريبيرا مجلة "الثقافة الاسبانية" (كولتورا اسبانيولا) التي صدرت من 1906 إلى 1909.

حضر أسين المؤتمرين الدوليين للمستشرقين اللذين عقدا في الجزائر (1905) – كان الأول الذي ينظم خارج أوروبا - وكوبنهاغن (1908).

بلغت شهرته البلاط الملكي وربطته صداقة بالملك ألفونسو الثالث عشر (1886-1941).

في 1921 انتخب عضوا أجنبيا في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم.

في  1932 صدرت بإشرافه "جريدة الأندلس" التي كانت مخصصة للأكاديميين وساهم فيها أسين.

في ذلك الوقت ظهر جيل جديد من المستعربين الإسبان المتأثرين بأسين مثل المؤرخ والناقد الأدبي إميليو غارسيا غوميز (1905-1995).

في 1936 انتخب أسين عضوًا فخريًا أجنبيًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.

طالت الحرب الأهلية الاسبانية (1936-1939) أسين الذي كان يزور عند اندلاعها ابن أخيه وعائلته في سان سباستيان في بلاد الباسك.

كان أسين بصفته كاهنا في خطر حقيقي إذ اغتيل خلال الحرب عدد كبير من الكهنة والراهبات والعلمانيين الكاثوليك بأيدي مسلحين في فصائل الجمهورية الإسبانية الثانية.

لكن خلال الحرب قام بتدريس اللغة اللاتينية وتمكن من الحصول على نسخ من نصوص عربية.

بعد انتهاء الحرب عاد إلى مدريد واستأنف عمله كأستاذ في الجامعة.

عرف آسين بعمله الأكاديمي المتعلق باللاهوت والتصوف والشعائر الدينية الإسلامية المسيحية في العصور الوسطى ولا سيما في اسبانيا. ومن الشخصيات التي درسها أيضا ابن رشد وابن مسرة وابن حزم وموسى بن ميمون.

توفي في 12 آب (أغسطس) 1944 في سان سباستيان.

وهو من أوائل الباحثين الذين أشاروا إلى تأثير واضح للمفاهيم الإسلامية للآخرة في كتاب "الملهاة الإلهية" للكاتب الإيطالي أليغييري دانتي.

من مؤلفاته: 

• "الرشدية اللاهوتية عند القديس توما الأكويني" 

• "ابن مسرة ومدرسته: أصول الفلسفة الإسبانية الإسلامية" (1914)

• "سليمان بن جبيرول" 

• "أدبيات الأخرة الإسلامية في الملهاة الإلهية" (1919)

• "ابن حزم القرطبي وتاريخه النقدي للأفكار" (1927-1932)

• "الإسلام المسيحي: دراسة للصوفية من خلال أعمال ابن عربي" (1931)