(1284-1230) ريموندو مارتيني

عالم لاهوت ومستشرق ومبشر ولد في سوبيراتس بالقرب من برشلونة في كاتالونيا حوالى 1230.

في 1250 التحق مارتيني الذي يعتقد بعض المؤرخين أن أصله يهودي واعتنق المسيحية في بداية شبابه، برهبانية الدومينيكان في برشلونة. ويعتقد أنه درس في باريس على يد ألبير الكبير (1193-1280) وكان توما الأكويني (1225-1274) زميلا له.

في السنة نفسها، أرسل مع سبعة رهبان آخرين إلى مدرسة الدومينيكان في تونس التي تأسست في 1230، من أجل دراسة اللغات الشرقية ليتمكن من التبشير ومن مجادلة اليهود والمسلمين.

في 23 آذار (مارس) 1264، كلفه ملك أراغون خايمي الأول (1208-1276) مع أسقف برشلونة رامون دو بينيافورت (حوالى 1175-1275) وراهبين آخرين وجميعهم من رهبنة الدومينيكان، العمل على "تطهير كتب اليهود من التجديف" وإلغاء المقاطع التي تعتبر مسيئة للمسيحية فيها. في التقرير الذي أعقب هذا العمل، أعلن ريموندو مارتيني أن الكثير من المقاطع في الكتب التي تم فحصها أكدت حقيقة المسيحية وأنه لا ينبغي حرق التلمود بالكامل.

في 1268 عين مجددا في المدرسة العربية في تونس حيث أمضى عاما واحدا بهدف التبشير وقدم نفسه على أنه سفير لملك فرنسا لويس التاسع (1241-1270) الذي كان يعد لحملة صليبية. ويرجح أنه التقى السلطان الحفصي أبو عبد الله المستنصر (1228-1277)، وحاول عبر نقاش فلسفي ولاهوتي، إقناعه باعتناق المسيحية. لكنه أخفق.

ولم يكف ريموند لول (1232-1316) عن الإشارة إلى هذا الفشل في خمسة من أعماله معتبرا أنه دليل على ضعف أساليب التبشير لريموندو مارتيني والآباء الدومينيكان بشكل عام.

ومن أهم مؤلفاته في هذه الفترة كتاب "خنجر الإيمان في صدور المسلمين واليهود" (Pugio Fidei Adversos Mauros et Judaeos) الذي أتم تأليفه بعد 1278. وكان هدف الكتاب تزويد رهبانية الدومينيكان بسلاح للدفاع عن العقائد المسيحية، في مواجهة اليهود وتشكيكهم في يسوع المسيح وعقيدة التثليث. وقد استند إلى آيات قرآنية متعلقة بمريم ويسوع المسيح وإلى حديث نبوي. كما تطرق إلى جدل الفلاسفة المسلمين خصوصًا الغزالي في أمور تتعلق بالله والعالم وخلود الروح، ونقل عن "الإشارات" لابن سينا نصا يتعلق بالنعيم بالجنة.

في 1281، عمل أستاذاً للغة في مدرسة اللغة العبرية في برشلونة، حيث بقي حتى وفاته بعد الأول من تموز (يوليو) 1284.

كان ريموندو مارتيني يتقن اللغة العربية كتابة وقراءة إلى درجة أنه كتب نصا يوصف في عدد من المراجع الغربية بأنه "سورة معارضة للقرآن"، وورد في مخطوطة أحد مؤلفاته وهو قاموس عربي لاتيني يحمل اسم "مفردات من اللغة العربية" (Vocabulista in Arabic).

كما ألف كتابا بعنوان "الخلاصة ضد القرآن" وأخر بعنوان "خطام اليهود" (Capistrum Judaeorum) الذي كتب في 1276 ونشر للمرة الأولى في 1990.

من مؤلفاته أيضا "في طائفة محمد" (De secta Machometi).