(1632-1561) وليام بيدويل
William Bedwell
William Bedwell
وليام بيدويل كاهن وعالم إنكليزي متخصص في اللغة العربية وغيرها من اللغات "الشرقية" والرياضيات، واجه خلال حياته صعوبات كبيرة من محاكمات وانتكاسات. لذلك لم تلق إنجازاته تقديرا كبيرا.
ولد بيدويل حوالى العام 1561 في قرية غريت هالينغبيري (Great Hallingbury) في منطقة إيسيكس لعائلة ميسورة من ملاك الأراضي في المقاطعة منذ أجيال. وكان عمه، المهندس وعالم الرياضيات توماس بيدويل (توفي في 1595)، قد درس في "ترينيتي كوليدج" في كامبريدج وله تأثير كبير في حياته.
ومثله تلقى بيدويل تعليمه في هذه الكلية التي تخرج منها في 1585 ثم حصل على درجة الماجستير في 1588.
وفي هذه الكلية التقى باحثين مهتمين بالدراسات المتعلقة بالتوراة واللغات السامية وتقدم بسرعة في دراسته اللغات العبرية والآرامية والسريانية، وفي وقت لاحق العربية. كما درس الرياضيات مما دفعه إلى الاهتمام بالعلوم العربية، وكان أساتذته من أهم علماء الرياضيات واللغة في عصره.
في 1595، بدأ مشروعا طموحا يتمثل بوضع قاموس عربي لاتيني شغله طوال حياته وكان يأمل أن يكون الأول من نوعه في أوروبا.
ويبدو أنه بقي حوالي 23 عاما في كامبريدج حيث عمل مدرسا وباحثا. وقد كان على اتصال وثيق بعدد كبير من العلماء حينذاك مثل المستشرق اسحق كازوبون (1559-1614) وتوماس إيربينيوس (1624-1584) الذي ساعده في تعلم اللغة العربية، والمستشرق ادوارد بوكوك (1604-1691) الذي أصبح أستاذ اللغة العربية في أوكسفورد في وقت لاحق.
أصبح بيدويل رائدا في الدراسات العربية وأحد أهم المستعربين في إنكلترا. لهذا السبب عمل مترجما للوثائق الرسمية ومترجما فوريا. وعندما وصل وفد مغربي إلى إنكلترا لزيارة الملكة إليزابيث الأولى في 1600، كان وليام بيدويل هو أول من التقى به.
في 1601، عين قسيسا لكنيسة القديسة إثيلبورغ في لندن. ثم عين في 1607 قسيس كنيسة الصليب في توتنهام الانغليطانية وهو منصب بقي فيه حتى وفاته. وإلى جانب واجباته الرعوية، واصل العمل في مشاريع مثل ترجمة سفر عوبديا من العهد القديم، وطبعة العهد الجديد باللغة العربية.
وبسبب نقص النصوص والمصادر المتاحة في انكلترا، سافر بيدويل في 1612 إلى هولندا للاطلاع على المخطوطات العربية في مدينة لايدن التي كانت مركزا مهما للدراسات العربية في تلك الفترة، إلى جانب امتلاك الهولنديين أفضل المطابع في أوروبا.
كان في تلك الفترة يعد قاموسه الذي بلغ تسعة مجلدات إجمالاً، مع قصاصات ورقية إضافية تم إدخالها بين الصفحات. وبعد الانتهاء من سبعة مجلدات من هذا العمل، عثر على نسخة من "القاموس" للنحوي الفارسي فيروز آبادي فأضاف المزيد من المصطلحات.
كان بيدويل يرى أن معرفة اللغة العربية ضرورية لفهم أعمق للعبرية القديمة. لكن الطلاب كانوا يواجهون عقبات عديدة في جهودهم لتعلمها، من نقص في النصوص الأصلية والمصادر والمراجع، بينما كان السفر إلى الشرق الأوسط محفوفاً بالمخاطر إلى جانب الانحياز الواضح ضد دراسة الموضوعات الإسلامية. لكن بيدويل واصل جهوده في مواجهة كل هذه الصعوبات وشجع وآخرين على تعلم العربية وساهم في تعليمهم.تعليمه ومشاركة خبراته.
ويرى بعض المؤرخين أن بيدويل وليس توماس إيربينيوس، هو من أحيا دراسة الأدب العربي في أوروبا. وقد لُقب ب"أبي الدراسات العربية في إنكلترا".
نشر بيدويل نسخة من رسائل يوحنا باللغة العربية، مع نسخة لاتينية وترك عددا من المخطوطات العربية لجامعة كامبريدج وتوجيهات لطباعتها. ومن أشهر أعماله المنشورة ترجمة من العربية لكتاب مؤلفه مجهول ويحمل عنوان "اكتشاف في خدع محمد والقرآن" (1615).
وقد كان أحد أعضاء "هيئة ويستمنستر الأولى" التي كلّفها جيمس الأول ملك إنكلترا ترجمة أول اثني عشر كتابا الكتاب المقدس، سميت "نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس".
أما قاموسه العربي اللاتيني فلم يطبع قبل 1669 وسبقه في هذا المجال عمل مماثل للمستشرق الهولندي ياكوبوس غوليوس (1596-1667) نُشر في لايدن في 1653.
توفي بيدويل في 05 أيار (مايو) 1632 في توتنهام حيث كان يعيش في خدمة الكنيسة وفي توجيه العلماء الطموحين الذين توجهوا إليه.
وقد نقلت مخطوطاته بعد وفاته، إلى جامعة كامبريدج التي لم يكن لديها في بداية القرن السابع عشر أي عمل عربي في مجموعاتها. ومن هذه المخطوطات نسخة بيدويل الخاصة من القرآن الكريم.
اقترح أحمد المنصور الذهبي (1549-1603) سابع سلاطين الأشراف السعديين في المغرب على الملكة إليزابيث الأولى (1558-1603) تشكيل تحالف عسكري ضد إسبانيا في أوج المنافسة بين الممالك الكبرى في التجارة والتوسع. وقد أرسل وفداً إلى لندن في 1600، لكن عرضه لم يلق قبولا.
عوبديا أحد الأنبياء ألذين ذكروا في الكتاب المقدس. يعتقد أنه عاش في القرن السادس قبل الميلاد عند سقوط مملكة يهوذا بيد البابليين. وقد تنبأ بخراب مملكة أدوم بعد تحالفها مع بابل ضد مملكة يهوذا. ويعتقد أن سفر عوباديا كتب في القرن السادس أو السابع قبل الميلاد.
"نسخة الملك جيمس" أو "الكتاب المقدس للملك جيمس" هو ترجمة إنكليزية حديثة مبكرة للكتاب المقدس المسيحي لكنيسة إنكلترا كلفت بها ست لجان أو هيئات في 1604 ونشرت في 1611، برعاية الملك جيمس السادس والأول. وهي تتضمن ثمانين كتابا، 39 منها من العهد القديم و14 من الكتب المنحولة أي الأسفار التي لم توافق عليها مجامع كنسية عدة، و27 كتابًا من العهد الجديد. وهي توصف بأنها من أهم الكتب في الثقافة الإنكليزية وقوة دافعة في تشكيل العالم الناطق بالإنكليزية. كما أنها الترجمة المفضلة لعدد كبير من المسيحيين البروتستانت، ويعتبرها بعض الإنجيليين الترجمة الوحيدة الصالحة.