(1930-1846) فريدريش كارل اندرياس
Friedrich Carl Andreas
Friedrich Carl Andreas
وُلِد أندرياس في باتافيا عاصمة جزر الهند الشرقية الهولندية وكان والده أميرا أرمنيا تخلى على أثر نزاع قبلي عن اسم عائلته باغراتوني واتخذ اسم أندرياس، وكان يعمل طبيبا عسكريا في المستعمرة وتزوج ابنة طبيب من شمال ألمانيا.
وفي 1852، انتقل أندرياس إلى هامبورغ مع والديه وتلقى دروسا خاصة ثم التحق بالمدرسة الثانوية في جنيف. وقد أثبت منذ صغره قدرة هائلة على تعلم اللغات وأتقن الألمانية والإنكليزية والهولندية والفرنسية واللاتينية واليونانية في شبابه.
درس بعد ذلك في جامعات إرلانغن وغوتنغن وهاله ولايبزيغ ثم أكمل دراساته العليا في كوبنهاغن وحصل على دكتوراه من جامعة إرلانغن في 1868 بأطروحة عن اللغة البهلوية.
بعدما أنهى دراسته الجامعية شارك في 1870 و1871 في الحرب الفرنسية الألمانية كمتطوع لمدة عام واحد، ثم عمل مدرس لغة.
في 1874 رافق رحلة استكشافية بروسية إلى بلاد فارس بصفة خبير في الآثار. ومع انتهاء التمويل الحكومي بقي هناك ليتعرف على المنطقة وعمل في خدمة البريد ومعالجا بالأعشاب ومعلم لغة.
ونظرا لخبرته وسمعته دعي إلى الديوان الملكي الإيراني.
بين 1875 و1881، أجرى أعمالاً ميدانية في الهند حيث عمل مديرا لمكتب للبريد، وفي جنوب إيران.
عاد إلى ألمانيا للمرة الأولى في 1882 عندما رافق أحد الأمراء الفرس في رحلة إلى أوروبا. لكن في برلين أصيب بمرض في العين أجبره على البقاء في ألمانيا وقطع علاقته بالبلاط الفارسي والتخلي مؤقتًا عن عمله في الأبحاث.
وبسبب حاجته للمال، ألقى بين 1883 و1903 دروسا خاصة باللغتين التركية والإيرانية في برلين ثم أصبح أستاذًا في للغة الإيرانية في جامعة غوتنغن. هناك كلف بفك رموز أجزاء مخطوطات جمعتها أربع بعثات ألمانية للتنقيب عن الأثار في تورفان الواقعة على طريق الحرير في منطقة شينجيانغ بغرب الصين بين 1902 و1914.
في 1887 أصبح أستاذا للغتين الفارسية والتركية في "ندوة اللغات الشرقية" الذي تأسس حديثا في برلين وتزوج في السنة نفسها من الكاتبة وعالمة النفس الألمانية الروسية الأصل لو سالومي (1861-1937) التي قبلت به شرط أن يعيشا منفصلين.
لكن بعد وقت قصير اتهمته إدارة المركز بالتركيز على أبحاثه وإهمال دروس اللغة. وبعد نزاع قانوني مع وزارة الثقافة البروسية، تم تسريحه في 1891 وفقد لقبه كأستاذ.
وفي السنوات التالية عمل على أبحاثه في برلين معتمدا على أرباح زوجته من نشر مؤلفاتها من الروايات والقصص القصيرة والقصائد.
في 1903، عين أستاذا للغات غرب آسيا في جامعة غوتنغن حيث عمل حتى وفاته.
وفي 1915 أصبح عضوا في "المفوضية الملكية البروسية للنظام الصوتي للغات" التي كان هدفها تسجيل نحو 250 لغة يتحدث بها سجناء معسكرات أسرى الحرب الألمانية في الحرب العالمية الأولى.
توفي في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) 1930 في غوتنغن.
تناول فريدريش كارل أندرياس عددا كبيرا من قضايا اللغات واللهجات الفارسية في تطورها من العصور القديمة حتى عصره.
لكن عمل اندرياس لم يقتصر على اللغات الفارسية. فقد كان يتقن السنسكريتية والهندوستانية والعربية والآرامية والعبرية والأرمنية والتركية، ودرس تاريخ اللغات والحضارات وكان من اهتماماته أيضا الفلسفة والتاريخ الطبيعي.
كما برع في قراءة النصوص الشرقية الصعبة، القديمة أو الحديثة، وفي إدراك أدق الفروق الدقيقة في اللغات المنطوقة، ولا سيما لهجاتها.
كما كان خبيرا في فك رموز المخطوطات والنقوش. وقد وضع أسس تحقيق علمي في الأجزاء المكتشفة في تورفان في آسيا الوسطى.
لم يكن إنتاج اندرياس من الكتب غزيرا وفضل نقل معرفته إلى الطلاب والزملاء شفهيا. وقد حفظت أوراقه في مقاطعة سكسونيا السفلى ومكتبة الجامعة في غوتنغن ولم ينشر جزء كبير منها حتى الآن.
جزرالهند الشرقية الهولندية مستعمرة هولندية أقيمت في 1816 على أراضي اندونيسيا الحالية بأكملها تقريبا واستمرت حتى توقيع اتفاق السرم بين هولندا واندونيسيا في 1949 بعد حرب استمرت خمس سنوات.
يقع الجزء الأكبر من باتافيا في العاصمة الاندونيسية جاكرتا.
عائلة باغراتوني كانت سلالة ملكية أرمينية حكمت مملكة أرمينيا في العصور الوسطى من حوالي 885 حتى 1045. وقد كانت أهم عائلة نبيلة أرمينية خلال فترة الحكم العربي في أرمينيا وأسست في نهاية المطاف مملكتها المستقلة.
الحرب الفرنسية البروسية أو الحرب الفرنسية الألمانية وتسمى في فرنسا حرب 1870، كانت صراعًا بين الإمبراطورية الفرنسية الثانية (1852-1870) والاتحاد الكونفدرالي لشمال ألمانيا (تحالف عسكري الماني استمر من 1866 إلى 1870) بقيادة مملكة بروسيا. كان السبب الرئيسي للنزاع تصميم فرنسا على إعادة تأكيد هيمنتها في أوروبا القارية بعد انتصار حاسم لبروسيا على النمسا في 1866.
اللغة البهلوية: لغة فارسية قديمة.
البعثات الألمانية للتنقيب عن الآثار في تورفان في شينجيانغ في غرب الصين عددها أربع وجرت بين 1902 و1914. عادت هذه البعثات محملة بآلاف اللوحات والقطع الفنية وأكثر من 40 ألف مخطوطة. لكن آخر بعثة واجهت صعوات كبيرة وتوقفت مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في 1914.
لو سالومي (1861-1937) محللة نفسية ومؤلفة وروائية وكاتبة مقالات ولدت في روسيا لعائلة ألمانية فرنسية بروتستانتية. ارتبطت بصداقات مع مجموعة واسعة من المفكرين المتميزين بينهم الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه وسيغموند فرويد والشاعر راينر ماريا ريلكه.