(1275-1175) رامون دي بينيافورت
Raymond of Penyafort, Raimundo de Peñafort, Raymond de Peñafort
Raymond of Penyafort, Raimundo de Peñafort, Raymond de Peñafort
رامون دي بينيافورت راهب كاتالوني من الآباء الدومينيكان. أسس أول مدرسة للرهبانية لتعليم العربية في تونس وعمل على دفع المسلمين واليهود في الأندلس إلى اعتناق المسيحية.
ولد في بلدة فيلافرانكا ديل بينيديس الصغيرة القريبة من برشلونة لعائلة من النبلاء تربطها علاقات وثيقة مع القصر الملكي في أراغون.
درس في برشلونة وفي جامعة بولونيا التي نال فيها درجة الدكتوراه في كل من القانون المدني والقانون الكنسي ثم عمل من 1195 إلى 1210 في تدريس القانون الكنسي.
في 1210، انتقل إلى بولونيا في إيطاليا حيث بقي حتى 1222 وعمل أستاذا للقانون الكنسي في الجامعة. وفي السنة نفسها انضم إلى الدومينيكان في دير الرهبنة في برشلونة الذي عاد إليه من إيطاليا.
ساهم في تأسيس الرهبنة المرسيدارية بعدما طلب منه بطرس نولاسكو (1189-1256) المساعدة في العمل على تحرير الأسرى المسيحيين في الأراضي الإسلامية. وقد تمكن من الحصول على موافقة ملك أراغون خايمه أو جيمس الأول (1208-1276) لتأسيس النظام.
بعد بلوغه سن الستين، تقاعد رامون ليعيش في عزلة في برشلونة. لكنه انتخب رئيسا لرهبانية الدومينيكان وبقي في هذا المنصب سنتين ثم استقال. بعد عام اختير لمنصب رئيس أساقفة طركونة (اسمها الاسباني تاراغونا)، العاصمة الكنسية لإمارة كاتالونيا وتاج أراغون، إلا أنه رفض ذلك.
كرس عمله لخدمة المسيحية ولا سيما العمل على إقناع المسلمين واليهود باعتناق المسيحية وبهذا الهدف شجع توما الأكويني (حوالى 1225-1274) على كتابة عمله "ضد اليهود".
في 1242 ألف أول كتيب يتضمن تعليمات لقضاء محاكم التفتيش.
وفي 1245 أسس أول مدرسة لتعليم اللغات في تونس، ثم في 1266 أسس مدرسة لتعليم اللغة العبرية في مرسية (Murcia). كما أسس الكنيسة في جزيرة مايوركا بعيد سقوطها بيد ملك أراغون في 1229.
نجح دي بينيافورت في إقناع ملك أراغون بإصدار أمر بإجراء مناظرات عامة بشأن اليهودية والمسيحية، بين الحاخام والفيلسوف والمفكر اليهودي موسى بن نحمان (1194-1270) من مدينة جيرونا، وبابلو كريستياني (توفي في 1274)، اليهودي الذي اعتنق المسيحية وانضم إلى الدومينيكان وأصبح شديد العداء لليهود.
جرت هذه المناظرة في القصر الملكي وأماكن أخرى في برشلونة من 20 إلى 31 تموز (يوليو) 1263، بحضور الملك وعدد من كبار رجال الدين. وفي يوم السبت الذي أعقب انتهاء المناظرات قام الملك يرافقه عدد من رجال الدين بزيارة الكنيس للتبشير بالإنجيل.
توفي رامون دي بينيافورت عن مئة عام في برشلونة في 1275 وطوبه البابا كليمنت الثامن قديسا في 1601.
بطرس نولاسكو (1189-1256): مؤسس رهبانية سيدة الرحمة (نوتردام دو لا ميرسي) أو الرهبانية المرسيدارية (Ordo Beatae Mariae de Mercede redemptionis captivorum) و(Ordre de Notre-Dame de la Merci) التي أنشئت في 1235 بأمر عسكري من البابا غريغوريوس التاسع لتخليص المسيحيين الأسرى من المسلمين ومن العبودية.
محاكم التفتيش واسمها باللغة اللاتينية "Inquisitio Haereticae Pravitatis" أي "التحقيق في بدع الهرطقة"، هيئات قضائية كاثوليكية تتمتع بسلطة اسثنائية لكشف مخالفي تعاليم الكنيسة ومعاقبتهم، أطلقت في 1184 بمرسوم من البابا لوسيوس الثالث اعتبر البدع تمردا على الذات الملكية، في لانغدوك في جنوب فرنسا. ثم صدر مرسوم آخر اعتبرها مساوية للخيانة وإهانة الذات الملكية تشمل عقوبتها أحفاد المحكوم عليه. كان هدف هذه المحاكم مكافحة جرائم البدع والردة وأعمال السحر في العالم المسيحي وعهد بها بشكل أساسي إلى الآباء الدومينيكان ونشطت من من القرن الثالث عشر إلى السادس عشر. وقد استخدمت ضد اليهود والمسلمين في اسبانيا وكذلك أداة سياسية. وقد اشتهرت بقسوتها ووحشية عقوباتها.
في القرن الثالث عشر، أسند البابا غريغوري التاسع (1227-1241) مهمة إجراء محاكم التفتيش إلى رهبنتي الدومينيكان والفرنسيسكان.
أمر ملك أراغون خايمي الأول بإجراء المناظرة بين الحاخام والفيلسوف والمفكر اليهودي موسى بن نحمان (1194-1270) من مدينة جيرونا، وبابلو كريستياني (توفي في 1274)، اليهودي الذي اعتنق المسيحية وانضم إلى الدومينيكان وأصبح شديد العداء لليهود.
الحاخام موسى بن نحمان المعروف باسم رامبان كان طبيبا وكبير حاخامات كاتالونيا ومؤلف أكثر من خمسين عملا عن التلمود والفلسفة والتصوف وفي آخر الستينيات من عمره. وقد اشترط أن يتمكن من التحدث بحرية.
بدأت المناظرة في 20 تموز (يوليو) 1263 بحضور الملك وحاشيته وكبار رجال الدين وعدد كبير من النبلاء في إسبانيا. وكان من الواضح منذ البداية أن أياً من الطرفين لن يقنع الآخر. وخلال أربعة أيام تبادل الرجلان الشتائم والاتهامات والسخرية مثيرين اهتماما كبيرا من الجمهور. ومع توتر الأجواء أوقف الملك المناظرة في اليوم الرابع وأعلن أن الجانبين تعادلا ومنح الحاخام مبلغا من المال مما أثار استياء الرهبان. لكنه برر ذلك بقوله إنه لم يسمع قط شخصا مخطئا يجادل في قضيته بشكل جيد مثل الحاخام.
بعد ذلك، أصدر الملك مرسومًا يقضي بأن يذهب إلى الكنيس في يوم السبت التالي، مع بابلو كريستياني، للتبشير بالإنجيل.
كتب الطرفان روايتين متناقضتين تماما لهذه المناظرة التي تكمن أهميتها في أنها المرة الأولى التي يلجأ فيها المسيحيون إلى مواجهة حاخام لمحاولة دحض اليهودية. فقبل ذلك استخدموا الكتاب المقدس دليلا لكنهم اكتشفوا أن التلمود هو الذي منح اليهود عقيدتهم وتقاليدهم في التفسير. ونتيجة لذلك تم حظر التلمود وفرضت رقابة عليه وأحرق في مختلف أنحاء أوروبا طيلة ال500 سنة التالية.
"Saint Raymond of Peñafort: The Iconography", Stracke Richard