(1969-1905) آرثر جون أربيري
Arthur John Arberry
Arthur John Arberry
آرثر جون أربيري مستشرق إنكليزي عرف بدراساته المتعلقة بالتصوف الإسلامي والأدب الفارسي.
ولد أربيري في 12 أيار (مايو) 1905 في مدينة بورتسموث في جنوب إنكلترا لعائلة مسيحية مؤمنة وكان والده ضابطا في البحرية الملكية.
درس في المدينة نفسها. ونظرا لتفوقه، حصل على منحة في جامعة كامبريدج لدراسة العلوم الكلاسيكية.
وقد التحق في 1924 ببيمبروك إحدى أهم كليات هذه الجامعة. هناك شجعه الأستاذ الجامعي وعالم الآثار والمتخصص في أوروبا الشرقية السير إيليس مينس (1874-1953) على دراسة اللغتين العربية والفارسية.
في 1927، درس العربية على يد المستشرق الإنكليزي رينولد ألن نيكولسون (1868-1945).
ونظرا لتفوقه في الدراسات الشرقية، منح ميدالية السير وليام براون وحصل على منحة إدوارد غرانفيل براون (1862-1926) في السنة نفسها ومنحة رايت المخصصة لدراسة اللغة العربية وآدابها.
في 1931، اختير زميلا في كلية بيمبروك التي تخرج منها واختار أن يمضي السنوات الأولى من هذه الزمالة في القاهرة. وقد انتقل إليها في السنة نفسها لمواصلة دراسته للغة العربية.
عمل في كلية الآداب في الجامعة المصرية من تشرين الأول (أكتوبر) 1932 حتى حزيران (يونيو) 1934. ونشر في مجلة الكلية "كتاب النبات" الذي ينسب إلى أرسطو.
خلال إقامته في مصر زار فلسطين ولبنان وسوريا ليجمع مواد لأبحاثه المقبلة. كما نشر في مصر في 1933 ترجمة أنجزها إلى الإنكليزية لمسرحية "مجنون ليلى" للشاعر أحمد شوقي. ونشر في 1935 تحقيقا لكتاب "التعرف إلى أهل التصوف" للإمام الصوفي أبي بكر الكلاباذي (توفي في 994) وهو من أقدم الكتب في التصوف.
في 1934 عين مساعد محافظ مكتبة ديوان الهند في لندن في السنة التالية حقق وترجم إلى اللغة الإنكليزية كتابا مهما في التصوف هو "المواقف والمخاطبات" لمحمد بن عبد الجبار بن الحسن النفّري (توفي في 965) الملقب "شيخ التصوف". وكان ذلك بدعوة من رينولد نيكلسون.
وقد منحته جامعة كامبردج درجة دكتوراه في الآداب . في السنة نفسها نشر "فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الديوان الهندي"، ثم نشر بعد سنتين "فهرس الكتب الفارسية" في المكتبة نفسها.
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في أيلول (سبتمبر) 1939، نقل أربيري إلى
قسم الرقابة على البريد التابع لوزارة الحرب البريطانية في ليفربول حيث أمضى ستة أشهر.
بعد ذلك نقل إلى وزارة الحرب في لندن حيث عمل أربع سنوات على إصدار منشورات دعائية لبريطانيا في في الشرق الأوسط باللغتين العربية والفارسية، وظهر في فيلم للدعاية البريطانية.
ومن جملة أعماله، تحرير المجلة الشهرية الفارسية الناجحة "روزكَارنو" (العصر الجديد). وفي الوقت نفسه نشر حينذاك كتابي "الإسهام البريطاني في الدراسات الفارسية" (1942) و"المستشرقون البريطانيون" (1943(.
بعد انتهاء الحرب، عمل أربيري على ترجمة كتب عربية وفارسية وتأليف كتب وأبحاث بهدف نقل صورة صحيحة للإسلام بحضارته وآدابه وعقيدته، إلى الأوروبيين. وقد نشر في هذا الإطار نحو مئتي عمل بين مقالات وكتب.
في 1944، عين أربيري أستاذاً للغة الفارسية في "مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية"، خلفا للمؤرخ والمستشرق الروسي فلاديمير فيودوروفيتش مينورسكي (1877-1966). وفي العام نفسه أصدر كتاب "قراءة في اللغة الفارسية الحديثة".
في 1947، أصبح أستاذا لكرسي اللغة العربية في المدرسة نفسها ثم انتخب رئيساً لقسم الشرق الأوسط فيه. لكنه لم يبق في هذا المنصب لفترة طويلة إذ اختير لشغل كرسي اللغة العربية في جامعة كامبريدج بعد استقالة المستشرق البريطاني تشارلز امبروز استوري (1888-1968) من هذا المنصب، وأعيد انتخابه زميلا في كلية بيمبروك. وقد واصل عمله هناك حتى وفاته.
في بداية خمسينيات القرن العشرين، قام أربيري بترجمة لعدد من آيات القرآن الكريم مع مقدمة طويلة في كتاب في سلسلة "الكلاسيكيات الأخلاقية والدينية للشرق والغرب" التي أشرف على إصدارها اعتبارا من 1950.
وفي 1955 أصدر ترجمة بعنوان "القرآن مفسرا" في مجلدين. لم تكن هذه ترجمة حرفية للقرآن بل تفسيرا لمعانيه. ويقول عبد الرحمن بدوي في كتابه "موسوعة المستشرقين" إنها "أجمل في القراءة من أية ترجمة أخرى للقرآن إلى أية لغة، لكنها لا تغني عن الترجمات الدقيقة".
في 1956 أصيب أربيري بمرض صعب وأمضى في جزيرة مالطا شهرين للنقاهة. في تلك الفترة لم يتمكن من القراءة أو الكتابة واكتفى بوضع رسوم بالحبر الجاف للجزيرة.
في 1960، أسس أربيري وترأس "مركز الشرق الأوسط" في كامبريدج لمتابعة التطورات الاجتماعية والسياسية في الشرق. وقد تم دمج هذا المكتب في كلية الدراسات الشرقية في وقت لاحق.
كان أربيري يرى أنه "قبل أن يتيسر إقرار الحق عن الشرق وشعوبه في الضمير المشترك للغرب، ينبغي إزالة حشد هائل من الباطل وسوء الفهم والأكاذيب المتعمدة. وجزء من واجب المستشرق ذي الضمير الحيّ القيام بهذه المهمة".
توفي أربيري في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 1969 في بيته في كامبريدج.
منح شاه إيران محمد رضا بهلوي في 1964 أربيري وساما من الدرجة الأولى، بينما منحته مالطا دكتوراه فخرية في 1963. وكان عضوا في الأكاديمية الإيرانية ومجمع اللغة العربية في القاهرة ومجمع اللغة العربية في دمشق ونائب رئيس لجنة الترجمات في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) وفي المعهد البريطاني للدراسات الفارسية في طهران.
وضع أربيري مسودة لسيرة شخصية بعنوان "قصة رجل عادي ولد في منزل عادي" لتكون الفصل الأخير من كتابه "مقالات شرقية" (1960).
بعد وفاته، تبرعت أرملته سارينا أربيري بمبلغ كبير من المال لجامعة كامبريدج لإنشاء صندوق يحمل اسم زوجها ويستخدم لتعزيز الاهتمام بالدراسات العربية والفارسية في مناطق الكومونولث الناطقة بالإنكليزية عبر تقديم منح لمساعدة الطلاب الراغبين في زيارة أي من البلدان الناطقة بالعربية أو الفارسية.
مؤلفاته
ترجمة "مجنون ليلى" لأحمد شوقي
"التصوف" (1934)
ترجمة لأول فصلين من كتاب "كلستان" (روضة الورد) لسعدي الشيرازي (1945)
"الأدب الفارسي الكلاسيكي" (1958)
"الشعر العربي" (1965)
"فهرس تكميلي للمخطوطات الإسلامية في كامبريدج" (1952)
"فهرس المخطوطات العربية في مجموعة شستر بيتي في دبلن" (1955 ـ 1964)
"فهرس المخطوطات الفارسية في مجموعة شستر بيتي في دبلن" (1959 ـ 1962)
ترجمة كتاب "التوهم" للحارث المحاسبي (1937)
نشر كتاب "الصدق" للخراز مع ترجمة إلى الإنجليزية.
نشر وترجم أشعاراً للعراقي، الشاعر الفارسي "أنشودة العاشقين"
"نماذج من الخطوط العربية والفارسية" الموجودة في مكتبة الديوان الهندي (1939)
تحقيق كتاب "الرياضة" للحكيم الترمذي طبعه في القاهرة في 1947
"خمسون قصيدة لحافظ الشيرازي" مع ترجمة إلى الإنكليزية
"صفحات من كتاب اللمع"
نشر "اللمع" للسراج
ترجمة "زنبقة سينا" للشاعر الهندي الكبير محمد إقبال
ترجمة قصائد محمد إقبال "مزامير فارسية" (1948)
"أسرار بيخودي" (أسرار اللاذات) (1953)
"جاويدنامه" (1966)
عثر آربري في مجموعة شستر بيتي على مخطوط "لرباعيات الخيام" فنشره في 1949 وترجمه في 1951.
عثر على مخطوط آخر ل"رباعيات الخيام"، فاقتناه لمكتبة جامعة كامبريدج في 1950، وترجمه في 1952.
العلوم الكلاسيكية تشمل اللغتين اليونانية واللاتينية والأدب والفن الكلاسيكيين والتاريخ القديم وعلم الآثار والفلسفة واللغويات،.
كلية بيمبروك أو "بيمبروك كوليدج" إحدى الكليات ال31 التي تتألف منها جامعة كامبريدج
منحة رايت تحمل اسم وليام رايت (1830-1889) وهو مستشرق بريطاني وأستاذ للغة العربية في جامعة كامبريدج. لا تزال أعماله تدرس حتى اليوم من قبل طلاب اللغتين العربية والسريانية. والمنحة مخصصة لتعلم اللغة العربية وآدابها والمسائل المتعلقة بها.
ميدالية السير وليام براون جائزة سنوية تمنح سنويا منذ 1774 للشعر اللاتيني واليوناني في جامعة كامبريدج). براون كان رئيس كلية الفيزيائيين وتوفي في 1774
تشارلز أمبروز استوري (1888-1968) – مستشرق بريطاني عرف بعمله " الأدب الفارسي: مسح بيبليوغرافي" الذي نشر في خمسة أجزاء بين 1927 و2004
مكتب الهند India Office: إدارة حكومية بريطانية تأسست في لندن 1858 للإشراف على إدارة مقاطعات الهند البريطانية من خلال نائب الملك ومسؤولين آخرين. تضم هذه الأراضي معظم الدول الحديثة لشبه القارة الهندية بالإضافة إلى اليمن ومناطق أخرى حول المحيط الهندي. أغلق مكتب الهند عند استقلالها في 1947 تم نقل مسؤولية علاقات المملكة المتحدة مع الدولة الجديدة إلى مكتب علاقات الكومنولث.
"روزكارنو" (Ruzgar-I naw) مجلة ثقافية أدبية أصدرتها وزارة الإعلام البريطانية بين1941 و1946 في إطار حملاتها الدعائية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945). تولى آرثر جون أربيري تحرير المجلة التي ركزت على على المساهمة البريطانية في الدراسات الفارسية والأدب الفارسي والإنجليزي.
كرسي اللغة العربية في في كامبريدج أو كرسي السير توماس أدامز للغة العربية" لقب أستاذ اللغة العربية في جامعة كامبريدج. والسير توماس أدامز (1586-1668) البارون الأول ورئيس بلدية لندن في 1645، منح جامعة كامبريدج المال اللازم لإحداث كرسي اللغة العربية.
منحة أدوارد غرانفيل براون (1862-1926) تحمل اسم هذا المستشرق المتخصص في الشؤون الإيرانية.
مركز الشرق الأوسط في كامبريدج كهيئة معنية بالتطورات الاجتماعية والسياسية الحديثة في الشرق تم دمجه في كلية الدراسات الشرقية في وقت لاحق.