(1316-1232) رامون لول
Raymond Lull, Raymond Lully, Ramon Llull, Raimundus Lullus, Raymondus Lullus, Raimundus Lullius
Raymond Lull, Raymond Lully, Ramon Llull, Raimundus Lullus, Raymondus Lullus, Raimundus Lullius
ولد الفيلسوف الكاتالوني رامون لول الذي يعد من أهم وأغرب الشخصيات في القرون الوسطى، في 1232 أو 1233 في بالما عاصمة مملكة مايوركا لأسرة ثرية قدمت من كاتالونيا في إطار جهود استعمار الجزيرة التي احتلها ملك أراغون خايمي الأول.
كان والداه من الطبقة البرجوازية الوسطى في برشلونة وشجعا ملك أراغون وقدما دعما ماليا له من أجل انتزاع مايوركا من المسلمين، مقابل أراض وامتيازات في الجزيرة التي انتقلا إليها.
انضم رامون لول إلى رهبانية الفرنسيسكان ودرس اللغة العربية والثقافة الإسلامية بهدف إقناع المسلمين باعتناق المسيحية وسافر من أجل ذلك أكثر من مرة إلى شمال إفريقيا. ويعتقد أنه تعلم العربية في مايوركا على يد عبد عربي انتحر في وقت لاحق.
لا تفاصيل عن السنوات الأولى في حياته باستثناء نص كتبه صديق له في باريس في 1311 وقال إنه استند فيه على مذكراته. وحسب هذا النص، عمل لول مدرسا لخايمي الثاني (1267-1327) ملك أراغون وأصبح من كبار مسؤولي بلاطه.
بين 1271 و1274 كتب لول أعماله الأولى، وهي ملخص لمنطق المفكر المسلم أبو حامد الغزالي (1058-1111) وكتاب "التأمل في الله".
بين 1274 و1275، استدعى أمير مايوركا خايمي الثاني لول إلى مونبيلييه. وهناك اقترح لول على الأمير أن يؤسس ديرا في ميرامار في بلدة فالديموسا في مايوركا هدفه الرئيسي تعليم اللغات للمبشرين، ولا سيما العربية. وقد لقي اقتراحه قبولا وتأسس الدير في 1276.
في نهاية 1287 وصل إلى باريس حيث بقي حتى صيف 1289 ثم عاد إلى مونبيلييه. وعلى الرغم من المعلومات المحدودة حول زيارته إلى باريس، من المؤكد أنه زار كلية السوربون مرات عدة.
في 1290، سافر إلى روما وألف في نهاية تلك السنة "كتاب المرور" (Liber de passagio) وهو نص سبقته رسالة بعنوان "كيفية استعادة الأرض المقدسة" (Quomodo terra sancta recuperari potes). وكان تلك المرة الأولى التي يربط فيها عمله بالحملات الصليبية المستمرة ويتحدث عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد من وصفهم ب"الكفار".
بعد ذلك في 1291 سافر إلى جنوة بهدف الانتقال إلى تونس لمهمة تبشيرية. وحوالي أيلول (سبتمبر) 1293 وصل إلى تونس وبدأ مهمته. وكانت خطته إقامة اتصال وحوار سريع مع الدوائر الفكرية في المدينة. لكن مساعيه لم تسفر عن نتيجة وسُجن وطُرد من المدينة وأُرسل إلى نابولي بعد شهر.
بين 1294 و1299، تنقل بين روما وباريس ثم سافر في 1301 إلى قبرص ليقنع ملكها بدفع سكان الجزيرة المسلمين والنساطرة واليعاقبة إلى اعتناق المسيحية، وأخفق مجددا وعاد إلى جنوة في 1303.
بعد هذه الفترة الهادئة نسبيًا، بدأ رحلة جديدة إلى إفريقيا. هذه المرة ذهب إلى ليبيا، في طريقه إلى بجاية. وفي كتابه "الحياة" يروي وقائع هذه الرحلة بالتفصيل. فقد أمضى الجزء الأكبر منها في السجن.
فبدلاً من السعي لمقابلة المثقفين، كما فعل في رحلته الأولى إلى تونس، ذهب إلى الساحة الرئيسية في المدينة ووبخ المارة مما أثار غضبهم وأدى إلى اعتقاله وسجنه لستة أشهر ثم طرده. وفي رحلة العودة إلى جنوة غرقت السفينة التي كانت تقله ولم ينج سوى راكبين أحدهما لول.
سافر لول إلى تونس للمرة الثانية في 1304، ثم عاد إليها في 1314 في رحلة لم يواجه خلالها الصعوبات التي عرقلت عمله في الماضي.
أخر عمل له مؤرخ في كانون الأول (ديسمبر) 1315 في تونس. فقد توفي في وقت ما بين كانون الأول (ديسمبر) 1315 وآذار (مارس) 1316 إما في تونس أو على السفينة في طريق عودته إلى مايوركا أو بعيد وصوله إلى مايوركا.
ترك لول أكثر من مئتي عمل باللغات الكاتالونية والعربية والعبرية من بينها "تأملات في الله" و"الحكماء الثلاثة" وفيه يعرض مسيحي ومسلم ويهودي فضائل الدين الذي يعتنقه و"الصديق والمحبوب" و"الأراضي المقدسة" و"الردود على ابن رشد"....
لول كان من قلة قادرة على السفر بشكل متكرر في تلك الفترة وقام بعدد كبير من الرحلات لأهداف متنوعة من طلب دعم سياسي ومالي لمشاريعه التبشيرية إلى اختبار قوة حججه بشكل مباشر مع أشخاص من أماكن ومعتقدات أخرى.
حاول لول في مؤلفاته ولا سيما "كتاب الفن الأكبر"، أن يدافع عن المسيحية ضد الإسلام وضد فلسفة ابن رشد. وقد تركزت أغلب أعماله على تشجيع المسلمين والمسيحيين الذين أسلموا على اعتناق المسيحية. ودعا إلى طرد اليهود الذين يرفضون اعتناق المسيحية.
كما حث الأوروبيين على دراسة اللغة العربية وغيرها من اللغات. وتحقق هدفه ً في تعليم اللغات في الجامعات الكبرى في 1311، عندما أمر مجمع فيان بإنشاء كراسي لتدريس العبرية والعربية والكلدانية (الآرامية) في جامعات بولونيا وأكسفورد وباريس وسلامنكا وفي المحكمة البابوية أيضاً.
أثارت كتابات لول منذ البداية جدلا واسعا في الكنيسة التي انقسمت بين الذين اعتبروه قديسا والذين رأوا أنها هرطقة ومن بينهم معظم رجال الدين في الفاتيكان.
منعت محاكم التفتيش الاسبانية أعمال لول لأنها اعتبرت أنها غير مفهومة وغير واضحة، لكن هذه المؤلفات حفظت في مكتبة الإسكوريال وقرأها العلماء الإسبان المؤيدون لوجهات نظر لول.
تعتبر الرهبنة الفرنسيسكانية رامون لول شهيدا. وقد طُوِّب قديساً في 1847 على يد البابا بيوس التاسع.
مملكة مايوركا كانت تقع على الساحل الشرقي لإسبانيا وشملت بعض مناطق البحر الأبيض المتوسط. أسسها خايمي الأول ملك أراغون واستمرت حتى حلها في 1715.
المسيحيون النساطرة هم في الأصل أتباع نسطوريوس أسقف القسطنطينية الذى دان مجمع إفسس فى 431 تعاليمه حول التعليل اللاهوتي لشخص المسيح.
اليعقوبيون أو اليعاقبة هم أتباع يعقوب البراذعي ويؤمنون بأن المسيح ذو طبيعة واحدة قد امتزج فيه عنصر إله بعنصر إنسان وتكون من الإتحاد طبيعة واحدة جامعة بين اللاهوت والناسوت، ونسبة ذلك المذهب إلى يعقوب البراذعي لأنه كان من أنشط الدعاة إليه، وليس مبتدعه. فقد كان أول من أعلنه بطريرك الإسكندرية في منتصف القرن الخامس الميلادي.
"موسوعة المستشرقين"، عبد الرحمن بدوي