(1320-1240) ريكولدو دا مونتي دي كروتشي
Riccoldo da Monte di Croce, Ricold of Monte Croce, Ricoldus de Monte Crucis
Riccoldo da Monte di Croce, Ricold of Monte Croce, Ricoldus de Monte Crucis
ريكولدو دا مونتي دي كروتشي الذي لقب "بينيني" مبشر إيطالي اشتهر بأعماله المثيرة للجدل حول الإسلام في العصور الوسطى وبسرد وقائع رحلاته التبشيرية إلى بغداد.
ولد دي كروتشي في فلورنسا حوالي العام 1243 وتعلم في عدد من المدارس الأوروبية الكبرى.
انضم إلى رهبانية الدومينيكان وعمل في التعليم في عدد من أديرة توسكانا بما في ذلك في فلورنسا وبراتو من 1272 حتى 1299.
أرسله البابا نقولا الرابع (1227-1292) إلى الشرق مع وفد في مهمة تبشيرية. وقد وصل إلى عكا في 1286 أو 1287 ثم زار الأراضي المقدسة في 1288 وسافر لسنوات بصفة مبشر في غرب آسيا وزار أرمينيا وبلاد فارس والعراق.
أمضى نحو عشر سنوات في الموصل وبغداد في عهد حاكم المغول إيل خان أرغون الذي سمح له ببناء كنيسة. وأثناء إقامته في بغداد، درس القرآن الكريم ومؤلفات في الشريعة الإسلامية.
وطوال رحلاته في البلاد الإسلامية دخل في جدل حاد مع المسلمين، باللغة العربية.
في 1289، وصل إلى الموصل حيث عمل على إقناع رئيس بلدية المدينة المسيحي النسطوري باعتناق الكاثوليكية.
بين 1288 و1291، ألف "كتاب الرحلات" (Liber Peregrinacionis) ليكون دليلا للمبشرين. وهو يتضمن وصفا للبلدان التي زارها ولحكم التتار. كما كتب خمس رسائل عن سقوط عكا في 1292، نشرت في باريس في 1884 بعنوان "رسائل حول تدمير عكا" (Epistolæ de Perditione Acconis).
في 1301 عاد إلى فلورنسا حيث شغل مناصب رفيعة حتى وفاته في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 1320.
لكن أشهر مؤلفاته هو "ضد قانون المسالمين" (Contra Legem Sarracenorum) الذي كتبه في بغداد وأثار اهتماما كبيرا لقرون في الغرب كمصدر لنقد الإسلام. وقد نشر للمرة الأولى في إشبيلية في 1500.
ومن مؤلفاته أيضا "إلى الأجناس الشرقية" (Ad Nationes Orientales) و"دحض القرآن" ( Confutatio Alcoran).
نقولا الرابع (1227-1292) كان الحبر الأعظم من 1288 إلى 1292.
عكا كانت منذ أن غزاها الصليبيون في 1104 ميناء مهم في هذه المنطقة وتتسم بتنوعها السكاني ومركزا تجاريا مهما في شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد حررها في 1291 سلطان مصر المملوكي الأشرف خليل بن قلاوون.
كتب دي كروتشي في واحدة من رسائله حول "تدمير عكا": "كنت في بغداد بين الأسرى عند نهر دجلة. أسرني هذا البستان المليء بالملذات لأنه كان أشبه بالجنة في وفرة أشجاره وخصوبته وثماره الكثيرة. كانت هذه الحديقة تسقى من أنهار الجنة، والسكان يبنون حولها بيوتاً مذهبة. مع ذلك حزنت على مذبحة الشعب المسيحي وأسره. بكيت على خسارة عكا عندما رأيت المسلمين سعداء ومزدهرين والمسيحيين بائسين ومذعورين: أطفال صغار، وفتيات صغيرات، وشيوخ، يئنون، يهدديهم الأسر والاستعباد إلى أبعد بلدان الشرق، بين الأمم الهمجية.
فجأة، في هذا الحزن (...) بدأت بذهول أتأمل حكم الله بشأن العالم، وخاصة فيما يتعلق بالمسلمين والمسيحيين. ما الذي يمكن أن يكون سبب هذه المذبحة وهذه الإهانة للشعب المسيحي؟ ما هو سبب هذا الرخاء الدنيوي للشعب المسلم الغادر؟ بما أنني لم أستطع أن أفهم ببساطة، ولا أستطيع إيجاد حل لهذه المشكلة، قررت أن أكتب إلى الله ومحكمته السماوية، لأعبر عن سبب دهشتي، ولأعبر عن رغبتي من خلال الصلاة، حتى يؤكد لي الله صدق الإيمان، حتى يضع حدًا سريعًا لقانون المسلمين، أو بالأحرى لغدرهم، والأهم من ذلك أنه يحرر الأسرى المسيحيين من أيدي الأعداء".
"موسوعة المستشرقين"، عبد الرحمن بدوي