(1940-1858) ديفيد صموئيل مارغوليوث
David Samuel Margoliouth
David Samuel Margoliouth
ديفيد صموئيل مارغوليوث مستشرق إنكليزي بذل جهودا رائدة كبيرة في الدراسات الإسلامية، لكنه ما زال موضع جدل بين الباحثين الأوروبيين والعرب وبين الباحثين العرب أنفسهم.
ولد مارغوليوث في 17 تشرين الأول (أكتوبر) 1858 في لندن لعائلة انغليكانية من أصول يهودية ودرس في "نيو كوليدج" إحدى أقدم الكليات في أوكسفورد. وخلال دراسته منح عددا من الجوائز في اللغات القديمة والشرقية التي أتقن منها العربية والعبرية والفارسية والتركية والأرمنية والسريانية.
في 1889، شغل كرسي اللغة العربية – يعرف اليوم باسم كرسي الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين لوديان - في جامعة أكسفورد وبقي في هذا المنصب حتى تقاعده في 1937 بسبب المرض.
في 1899، رُسّم مارغوليوث شمّاسا وكاهنا في 1899 في كاتدرائية ليفربول وكان يلقي عظات في كنائس أوكسفورد من حين لآخر.
في 1902 حصل على دكتوراه في الأدب من "نيو كوليدج".
أصبحت مؤلفاته عن تاريخ الإسلام مراجع لجيل تال واحد على الأقل من المستشرقين، وكانت أوساطهم في الغرب تعتبره أفضل ممثل للدراسات الشرقية في بريطانيا. ومن هذه المؤلفات "محمد وظهور الإسلام" (1905)، و"المحمدية" (1912) و"التطور المبكر للمحمدية" (1914). والكتب الثلاثة لقيت رواجا كبيرا لكنها أثارت غضب قراء مسلمين.
يرى مارغوليوث أن "القرآن ليس نتاج وحي" وأن "الإسلام متأثر بشدة باليهودية والمسيحية" وهي فكرة كانت سائدة في الأوساط الاستشراقية في تلك الفترة. كما يرى أن "محمداً لم يترك وراءه أي أحكام أو قرارات دينية والأحكام والقرارات الفقهية نسبت إليه فيما بعد".
وقد ألحق هذه المؤلفات بكتاب "العلاقات بين العرب وبني اسرائيل قبل ظهور الإسلام" (1924) الذي واجه انتقادات أيضا.
في الغرب، كان يوصف بأنه محرر ومترجم لامع للمؤلفات العربية. ومن بين ترجماته "رسائل أبي العلاء المعري" (1898)، و"معجم ياقوت للعلماء" (1907-1927)، وتاريخ مسكويه الذي أعده بالتعاون مع هنري فريدريك أميدروز (1854-1917) تحت عنوان "سقوط الخلافة العباسية" (1920-1921).
كان مارغوليوث من أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق والمجمع اللغوي البريطاني ومجلس الجمعية الملكية الآسيوية التي تولى إدارتها في 1927. وقد منحته وسامها الذهبي في 1928، وكان رئيسها من 1934 إلى 1937.
توفي في 22 آذار (مارس) 1940 في لندن.
يعترف المفكر والفيلسوف العربي عبد الرحمن بدوي بفضل مارغوليوث في تحقيق ونشر عدد كبير من مخطوطات الإرث العربي، لكنه ينتقده بحدة معتبرا أن كتبه الأربعة حول الإسلام "تسري فيها روح غير علمية ومتعصبة".
من أعماله
- "خطوط الدفاع عن الوحي التوراتي" (1900)
- "رسائل أبي العلاء المعري حول النباتية" (1902)
- "قصيدة منسوبة إلى السموأل" (1906)
- "الأمويون والعباسيون" (1907)
- "القاهرة ودمشق وبغداد" (1907)
- "معجم الأدباء لياقوت الحموي" (1907-1927)
- "كتاب الشعر لأرسطو" بترجمة متى بن يونس (1911)
- "كتاب الأنساب لعبد الكريم بن محمد السمعاني" (1912)
- "نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة للتنوخي" (حديث المائدة لقاضي بلاد ما بين النهرين) (1921-1922)
- "فهرس أوراق البردي العربية في مكتبة جون ريلاندز" (1933)
- "أصول الشعر الجاهلي" (1925)
- "حماسة البحتري"
أصول الشعر الجاهلي: أثار هذا المقال الذي نشره في مجلة الجمعية العلمية الملكية في 1925 جدلا حادا في الشرق والغرب لأنه شكك في صحة هذا الشعر ورأى أن ما وصلنا منه ما هو إلا شعر نظمه الرواة بعدما استقرت الدولة الإسلامية وزالت أسباب الخوف من الارتداد عن الإسلام.
كان الشاعر العربي أبو العلاء المعري نباتيا صرفا ودعا إلى النباتية وحتى التخلي عن جمع العسل واللبن والبيض. وقد أظهر في قصائده إحساسا مرهفا حيال الحيوانات وحتى الحشرات. كالنحل والعناكب.
أستاذية لوديان للغة العربية في كلية الدراسات الشرقية في جامعة أكسفورد منصب أكاديمي يركز على دراسة اللغة العربية وآدابها. تأسست أحدثها في 1636 وليام لاود رئيس أساقفة كانتربري من أجل تعزيز الدراسات المسيحية.
"الجمعية الملكية الآسيوية" اسمها الكامل "الجمعية الملكية الآسيوية لبريطانيا العظمى وإيرلندا" تأسست بموجب امتياز في 1824 لمزيد "من التحقيق في القضايا المرتبطة أو التي تسمح بتشجيع العلوم والأدب والفنون المتعلقة بآسيا"٫ وقد دشنت في آذار (مارس) 2023 احتفالات تستمر 12 شهرا في ذكرى مرور مئتي عام على ولادتها.
أهدى الشاعر المصري أحمد شوقي (1868-1932) قصيدته الشهيرة "النيل" إلى مارغوليوث.