(1521-1450) اندريا الباغو
Andrea Alpago, Andreas Alpagus Bellunensis
Andrea Alpago, Andreas Alpagus Bellunensis
أندريا ألباغو طبيب ومستعرب إيطالي عاش حوالي ثلاثين عاما في دمشق بصفة طبيب ملحق بقنصلية جمهورية البندقية، وترجم عددا من النصوص الطبية للعالم والطبيب المسلم ابن سينا (980-1037) والطبيب السرياني يحيى أو يوحنا بن سيرافيون (توفي حوالي 930).
وقد مكنه فهمه العميق للطب واللغة العربية من أن يكون شخصية محورية في نقل المعرفة الطبية والفلسفية الإسلامية إلى أوروبا خلال فترة اتسمت باهتمام متزايد بالعلوم الكلاسيكية ووعي متزايد بالأعمال التي تتجاوز الفكر اليوناني الروماني.
ولد ألباغو حوالي 1450 لعائلة عريقة في بلدة بيلونو (Belluno) في جمهورية البندقية بشمال شرق إيطاليا. لا تتوفر معلومات عن طفولته ولا عن دراسته لكن يرجح أنه تعلم الطب في بادوفا التي كانت مركزا مهما لدراسة الطب في عصر النهضة وتقع في جمهورية البندقية أيضا. وكانت جامعتها مؤسسة رائدة تجذب المثقفين من جميع أنحاء أوروبا بسبب استقلاليتها.
وحوالي 1487 انتقل إلى دمشق للعمل كطبيب في قنصلية جمهورية البندقية. وخلال عمله، ربطته صداقة بمحمد بن مكي الدمشقي (توفي في 1531 أو 1532) الذي يلقب بشيخ الأطباء وعرفه على أعمال ابن سينا. وكان لهذه اللقاء تأثير كبير على حياته المهنية.
وترجمات ألباغو لأعمال لابن سينا إلى اللغة اللاتينية هي أهم إنجاز له. وقد كتب باولو ألباغو، ابن شقيقه، أن كتابه "القانون في الطب" هدفه تصحيح أخطاء في ترجمة سابقة أنجزها جيرار الكريموني في القرن الثاني عشر.
اتسمت ترجمته بالتركيز على التفاصيل والدقة، بهدف توضيح المعنى العربي الأصلي وتصحيح الأخطاء التي تراكمت في النصوص الطبية بمرور الوقت بسبب قدم المخطوطات وتدهور بعضها. أدرك ألباغو الأهمية القصوى للدقة في المعرفة الطبية، وخاصة عند التعامل مع مسائل الحياة والصحة. ولزيادة سهولة الوصول إلى كتاب "القانون في الطب" وفهمه، جمع ألباغو أيضًا قاموسا عربيًا لاتينيًا للمفردات أصبح مصدرا قيما للباحثين الأوروبيين الذين يتنقلون بين المصطلحات الفنية للنص.
سنحت لألباغو فرص كبيرة بسبب إتقانه للترجمة وكان يوفد في بعض الأحيان في مهمات أو يكلف بترجمة نصوص لا علاقة لها بالطب.
وكان يرسل إلى البندقية خلال رحلاته تقارير مفصلة إلى مجلس الشيوخ عن الوضع في البلاد والاقتصاد والحياة الثقافية. وقد غطت تقاريره بين 1504 و1514 مجمل الوضع السياسي والتجاري في الشرق، ولا سيما وصول شاه فارس إسماعيل الأول، مؤسس السلالة الصفوية، الذي أرادت البندقية أن تشكل معه تحالفاً ضد الإمبراطورية العثمانية.
صادق ألباغو عددا كبيرا من الأطباء العرب ويعتقد أنه تعاطف مع الصفويين في مواجهتهم مع العثمانيين.
في 1517، غادر ألباغو دمشق، ربما بعدما انتزعها العثمانيون من المماليك الذين هزموا في معركة مرج دابق في 1516. وكان يرافقه ابن شقيقه ليعمل في نيقوسيا في قبرص التي كانت تابعة لجمهورية البندقية. وقد بقي حتى كانون الأول (ديسمبر) ثم عاد إلى البندقية.
خلال رحلاته من وإلى البندقية سافر في بلاد الشام ومصر من أجل جمع مخطوطات عربية وإتقان اللغة العربية وفهم ثقافة المنطقة.
بعد عودته إلى البندقية، عين في 1521 أستاذا للطب في جامعة بادوفا.
وقد توفي بعد أشهر على تعيينه، في 1521 أو بداية 1522، ولم يكن قد نشر أي عمل له.
عمل ابن شقيقه باولو ألباغو على نشر أعماله وأشهرها تعليقه وتحريره للترجمة اللاتينية لكتاب القانون في الطب لابن سينا. وكان هذا الكتاب الذي نشر في 1527، مقروءا على نطاق واسع في الدوائر الطبية الأوروبية خلال القرن السادس عشر. وقد نُشرت طبعة موسعة من الكتاب في 1544.
تُصوّر لوحة جدارية في قاعة في مبنى بلدية بيلونو رسمها جيوفاني دي مين (1786-1859) ألباغو طبيبًا وفيلسوفًا. كما نصب تمثال نصفي من الحجر لألباغو في بيلونو في 1566، يُصوّره بزيّ شرق أوسطي، مع نقش يفيد بأنه أول مترجم غربي حديث لقانون ابن سينا مباشرةً من اللغة العربية الأصلية.
يحيى بن سيرافيون طبيب عاش في بغداد وعالج عددا من خلفاء الدولة العباسية ووزراءهم. كتب "الكناش الكبير" و"الكناش الصغير" باللغة السريانية وترجما إلى العربية ترجمهمها جيرار الكريموني إلى اللاتينية.
جمهورية البندقية استمرت من 697-1797.
Dizionario Biografico degli Italiani (قاموس سير الإيطاليين)