جان ليون جيروم (1824-1904)
Jean Leon Gerome
Jean Leon Gerome
جان ليون جيروم رسام ونحات فرنسي أكاديمين رسم شرقا أقرب الى الخيال تصوره كثيرون قبله و قدم اعمالا رصد فيها وقائع تاريخية وأساطير يونانية وشخصيات في لوحات غنية باللون والتفاصيل.
ولد جيروم في بلدة فيزول في شرق فرنسا وكان والده صانع مجوهرات. درس اللغتين اللاتينية واليونانية والتاريخ وبرع في الرسم منذ طفولته.
في 1840، في السادسة عشرة من عمره، انتقل إلى باريس حيث تتلمذ على يد الرسام الفرنسي بول دولاروش (1797-1856) الذي اشتهر بلوحاته التاريخية، ثم رافقه إلى إيطاليا عندما قرر إغلاق مرسمه والرحيل من باريس، وزار روما والفاتيكان وبومبي في إيطاليا.
عاد إلى باريس بعد إصابته بمرض في 1844 ودرس لفترة قصيرة في مشغل الرسام السويسري شارل غلير (1806-1874) الذي انتقل إليه عدد كبير من تلاميذ دولاروش، ثم تابع دراسته في مدرسة الفنون الجميلة. والتحق بمجموعة صغيرة من الفنانين تطلق على نفسها اسم "اليونانيون الجدد" تريد إحياء الفن اليوناني القديم.
ومثل معظم الفنانين الفرنسيين، كان حلمه في سنواته الأولى الفوز بجائزة روما التي أنشأها ملك فرنسا لويس الرابع عشر في 1663 لمنح الفائز بها مكافأة تسمح له بالإقامة في روما بين ثلاث وخمس سنوات على نفقة الدولة ( الجائزة الغيت في 1968).
إلا أنه أخفق في المرة الاولى في 1846 وفاز بالمرتبة الثالثة في السنة التالية بلوحته "شباب يونانيون يتبارون في صراع للديكة" التي بيعت بمبلغ كبير.
كان جيروم قد بدأ يحقق بعض الشهرة ولقي دعم الكاتب والناقد الفني الفرنسي تيوفيل غوتييه (1811-1872) وبدأ يتلقى طلبات لقاء مبالغ كبيرة منها لوحة كبيرة لقصر نابوليون الثالث وأعمال لبلدية باريس.
في 1851 زين مزهرية أهداها امبراطور فرنسا نابوليون الثالث إلى الأمير ألبرت زوج ملكة بريطانيا فكتوريا. وبما أنه حصل على مبالغ كبيرة لقاء هذه الأعمال، سافر إلى أوروبا الوسطى والنمسا لكنه اضطر للعودة مع اندلاع حرب القرم.
في 1853 زار اسطنبول في أولى رحلاته الى الشرق. قال حينذاك إن "إقامتي القصيرة في القسطنطينية أثارت شهيتي والشرق حلمي المتكرر".
بعد أربع سنوات زار للمرة الاولى مصر حيث أمضى ثمانية اشهر وعاد بمجموعة أعمال رائعة لكنها تنطبق على صورة رسمت في ذهن الغربيين، بعيدة كل البعد في بعض الأحيان عن واقع هذا "المكان الآخر".
تزوج جيروم ماري غوبيل (1842-1912) ابنة تاجر الفن المعروف أدولف غوبيل (1806-1893) الذي كان قد وقع عقدا معه قبل أربع سنوات لتسويق أعماله خصوصا في الولايات المتحدة. وقد رزقا باربع بنات وصبي.
بعيد زواجه انتقل إلى منزل واسع في باريس قام بتحويل اسطبل الخيول فيه إلى صالة للنحت الذي استهواه، وأصبح له مرسمه الخاص ايضا.
في 1862 زار مصر وسورية. ثم في 1869 بدأ جيروم رحلة جديدة إلى القاهرة والجيزة والقدس وصحراء سيناء، ثم عاد ليلجأ إلى انكلترا خلال الحرب البروسية الفرنسية (1870-1871). هناك حصل على ثلاث جوائز لأعمال شارك فيها في الأكاديمية الملكية.
كان جيروم من الرسامين الذين دعوا الى حضور افتتاح قناة السويس في 1869.
جيروم انتقد الحركة الانطباعية التي اعتبرها "موضة فاسدة" مع أنه قال بعد حضوره معرضا لإدوار مانيه في 1884 "لم يكن سيئا بالدرجة التي كنت أتصورها". في المقابل لقي فنه عداء شديدا من قبل الرسامين الانطباعيين الذين كانوا يرون في أعماله نقيضا لما يدعون اليه.
عمل أستاذا للرسم في مدرسة الفنون الجميلة في باريس نحو أربعين عاما.
في نهاية القرن التاسع عشر ومع رواج الفن الانطباعي، تراجع الاقبال على أعماله، فالتفت الى النحت.
توفي جيروم في 10 كانون الثاني (يناير) 1904 في مرسمه حيث عثر عليه ميتا أمام لوحة للرسام الهولندي رامبرانت ولوحة له. وبناء على وصيته دفن بلا ورود في مقبرة مونمارتر مقابل تمثال يحمل اسم "حزن" وصنعه بعد وفاة ابنه جان في 1891.
بعد وفاته أصبح جيروم فنانا منسيا لعقود ولعب عدد من النقاد دورا كبيرا في تغييب فنه عن الساحة، حتى ان اعماله التي يملكها افراد في مجموعات خاصة وضعت في اقبية ولم تعد تعرض في اي مكان.