ألبير الكبير (1193-1280)
Albert Le Grand, Albertus Magnus, Albert de Cologne
Albert Le Grand, Albertus Magnus, Albert de Cologne
اسمه الأصلي ألبريشت فون بولشتيت.
فيلسوف وعالم ولاهوتي ألماني، عرف أيضا بأسماء ألبرتوس ماغنوس والقديس ألبير العظيم أو ألبرت الكولوني نسبة إلى مدينة كولونيا.
ولد ألبريشت فون بولشتيت في مدينة لوينغن (في مقاطعة بافاريا الألمانية حاليا) في 1193 على الأرجح وكان يعرف عن نفسه باسم ألبرت لوينغن. وتكتفي بعض المراجع بالإشارة إلى ولادته قبل 1200 لأن معلومات مؤكدة تفيد بأنه توفي في 1280 عن أكثر ثمانين عاما. لكن مصدرين حديثين يشيران إلى أنه كان في السابعة والثمانين عندما توفي، لذلك اعتمد 1193 تاريخا لولادته.
كان ينتمي إلى عائلة فون بولشتيت النبيلة كما ورد في كتاب لسير القديسين في القرن الخامس عشر، وكانت عائلته تنتمي إلى ما يسمى ب"الطبقة الوزارية" التي تتألف من موظفين سابقين لدى أمراء أو أساقفة في الامبراطوية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية في القرون الوسطى وانتقلوا إلى طبقات أرفع.
درس ألبرت بشكل أساسي في جامعة بادوفا في إيطاليا حيث اطلع على كتابات أرسطو. وتتحدث رواية عن رؤية له مع مريم العذراء التي أقنعته بدخول الكهنوت.
في 1223 (أو 1229) التحق بالآباء الدومينيكان ودرس علم اللاهوت في بولونيا وأماكن أخرى ثم عين محاضرا في مدينة كولونيا بألمانيا حيث كان للدومينيكان منزل وبقي لسنوات. كما عمل في التدريس في مدن ريغنسبورغ وفرايبورغ وستراسبورغ وهيلدسهايم.
في 1245 ، أصبح ألبرت أستاذًا في علم اللاهوت وكان أول دومينيكاني ألماني يحصل على هذه الدرجة، وانتقل إلى تدريس اللاهوت كأستاذ متفرغ في جامعة باريس حيث شغل مقعد رئيس قسم اللاهوت في كلية سانت جيمس. في تلك الفترة بدأ توما الأكويني (1225 أو 1226-1274) الذي أصبح من أهم الفلاسفة وعلماء اللاهوت، بالدراسة على يده.
كان ألبير أول من علق على كتابات أرسطو بأكملها تقريبا مما جعلها في متناول النقاش الأكاديمي الأوسع. ودراسته لأرسطو دفعته إلى الاطلاع على مؤلفات العلماء المسلمين والتعليق عليها، لا سيما ابن سينا وابن رشد (1126-1198) والفارابي (874-950) والغزالي (1058-1111)، وهذا ما سمح بتداولها في النقاش الأكاديمي أيضا.
في 1254، أصبح يعمل تحت إمرة رئيس الآباء الدومينيكان مباشرة ودافع عنهم ضد هجمات أعضاء هيئة التدريس العلمانية والعادية في جامعة باريس وعلق على يوحنا الإنجيلي وحدد ما اعتبره أخطاء لابن رشد.
في 1259 شارك ألبرت في ما يسمى ب"الفصل العام" للدومينيكان في فالنسيان (شمال فرنسا) الذي وضع برنامج تعليم للرهبنة أُدرجت فيه مادة الفلسفة للذين لم يتم تدريبهم بشكل كافٍ لدراسة علم اللاهوت.
في 1260، عينه البابا ألكسندر الرابع (1199-1261) أسقفًا لمدينة ريغنسبورغ لكن أعفي بعد ثلاث سنوات من مهام الأسقف بقرار من البابا أوربان الرابع (1195-1264) الذي طلب منه الترويج في ألمانيا وبوهيميا والبلدان الأخرى الناطقة بالألمانية لحملة صليبية ثامنة بعد الحملة التي انتهت في 1254.
بعد ذلك، عرف بوساطاته في الخلافات الداخلية. وهو معروف في كولونيا بصفته مؤسس أقدم جامعة في ألمانيا هناك وكذلك بما يسمى "الحكم الكبير" الذي أصدره في 1258 وأنهى نزاعا بين مواطني كولونيا ورئيس الأساقفة.
من آخر أعماله دفاعه عن عقيدة تلميذه السابق توما الأكويني الذي حزن ألبرت على وفاته في 1274. وتتحدث معلومات غير مؤكدة عن سفره إلى باريس للدفاع عن تعاليم الاكويني.
توفي في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 1280 في دير الدومينيكان في كولونيا. وقد نقلت رفاته في 1954 إلى سرداب كنيسة سانت أندرو الدومينيكية التي بنيت في القرن العاشر في كولونيا مع 11 كنيسة أخرى للآباء الدومينيكان
وتم تطويبه في 1622 ثم أعلنه البابا بيوس الحادي عشر (1857-1939) قديسا في 1931 وشفيعا لعلماء الطبيعة في 1941.
قيل إن جثمانه كان سليما عندما نبش للمرة الأولى بعد ثلاث سنوات على وفاته لكن في 1483 لم يكن قد بقي منه سوى هيكل عظمي.
جمعت مؤلفاته في 1899 في 38 مجلدا وتشمل سلسلة واسعة من المسائل من المنطق واللاهوت إلى علم النبات والجغرافيا وعلم الفلك وعلم التنجيم وعلم المعادن والكيمياء وعلم الحيوان وعلم وظائف الأعضاء وعلم فراسة الدماغ والعدالة والقانون والصداقة والحب.
وهي تتضمن تفسير كل أعمال أرسطو، مستقاة من الترجمات اللاتينية وملاحظات المعلقين العرب وفقًا لعقيدة الكنيسة. وفي الفلسفة اقتبس عن الفارابي وابن سينا والغزالي واستعان بشروح ابن رشد وابن ميمون.
والجزء الأكبر من معرفة ارسطو الحديثة جاءت من ألبرت.
من مؤلفاته
"الكيمياء" Alkymia
"الروح" De anima
"عن الحيوانات" De animalibus
"أسباب الكون وانبثاقه" De reasonis et processu universitatis
"تعليق على أورغانون أرسطو"
"تعليقات على العهد القديم"
"شروح العهد الجديد"
الآباء الدومينيكان نظام رهباني كاثوليكي مدافع عن الحق البابوي، أسسه في فرنسا الكاهن الإسباني والقديس دومينيك. هدفه التبشير بالإنجيل ومقاومة البدع. وقد احتل النشاط التعليمي للرهبانية وتنظيمها طليعة الحياة الفكرية للعصور الوسطى.
بولونيا تأسست جامعتها في 1088. وهي أقدم جامعة ما زالت تعمل بلا توقف منذ تأسيسها في العالم وكان لها دور كبير في النهضة في إيطاليا.
توما الاكويني أو توماس إكويناس رجل دين إيطالي من الآباء الدومينيكان اشتهر بأعماله الفلسفية واللاهوتية. ولد في 1225 أو 1226 في قلعة روكاسيكا بالقرب من أكينو في شبه جزيرة مملكة صقلية (لاتيوم) وتوفي في السابع من آذار (مارس) 1274 في دير فوسانوفا بالقرب من بريفيرنو في الولايات البابوية.
ابن رشد (1126-1198) (Averroes) فيلسوف اندلسي درس الفقه والأصول والطب والرياضيات والفلك والفلسفة ومارس الطب وتولى قضاء قرطبة في 1182. يعد من أهم فلاسفة الإسلام.
أبو نصر الفارابي (874-950) فيلسوف أتقن عددا كبيرا من العلوم مثل الطب والفيزياء والفلسفة والموسيقى... عاش في بغداد قبل أن ينتقل إلى دمشق ثم إلى حلب. وصفه معاصروه بأنه "المعلم الثاني". يعتبره المؤرخون المؤسس الأول للفلسفة الإسلامية.
أَبْو حَامِدْ مُحَمّد الغَزّالِي (1058-1111) أحد أشهر علماء المسلمين. فقيه وأصولي وفيلسوف أتقن علم الكلام ويعد من مؤسسي "المدرسة الأشعرية" في هذا المجال. ألقابه كثيرة منها "حجّة الإسلام" و"زين الدين" و"محجّة الدين" و"العالم الأوحد" و"مفتي الأمّة" و"بركة الأنام" و"إمام أئمة الدين" و"شرف الأئمة".
الكسندر الرابع (1199-1261) البابا 181 للكنيسة الكاثوليكية من 1254 إلى 1261. حاول التقريب بين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية وحماية الجامعات وامتيازات الرهبان في خلافاتهم مع العلمانيين ومحاولات تنظيم الحملات الصليبية ضد التتار.
أوربان الرابع أو جاك بانتاليون (حوالى 1195-1264) بابا الكنيسة الكاثوليكية من 1261 حتى وفاته.
الحروب الصليبية جرت من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر ومجموعها تسع حملات من 1096 إلى 1291 أو 1303
التحكيم الكبير هو اتفاق أبرم في كولونيا في 28 حزيران (يونيو) 1258 بين رئيس أساقفة كولونيا كونراد فون هوشستادن ومواطنيها لإنهاء خلافات دامت سنوات والحد بشكل كبير من سلطة كبير الأساقفة.
"المستشرقون"، نجيب العقيقي