(1928-1847) فريديريك آرثر بريدغمان
Frederick Arthur Bridgman
Frederick Arthur Bridgman
ولد الرسام الأميركي فريديريك آرثر بريدغمان في مدينة توسكيجي في ولاية ألاباما 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 1847 وكان والده طبيبا. وبعد وفاة والده في 1850، انتقل مع والدته وشقيقه إلى مدينة نيويورك.
بدأ بريدغمان العمل كرسام في الشركة المالية "أميريكان بنك نوت" في 1864 و1865، ودرس الفن في الوقت نفسه في جمعية بروكلين للفنون وفي الأكاديمية الوطنية للتصميم (ناشيونال أكاديمي أوف ديزاين).
عرض لوحاته في جمعية بروكلين للفنون. وشجعه نجاحه على التخلي عن وظيفته في 1866 وانتقل برعاية مجموعة من رجال الأعمال في بروكلين، إلى فرنسا حيث أقام في بلدة بونت أفين في منطقة بريتاني، مع مجموعة من الفنانين الأميركيين.
خريف 1866، انتقل إلى باريس والتحق بمحترف الرسام الأكاديمي جان ليون جيروم (1824-1904). وقد تأثر بشدة برسم جيروم الدقيق ولمساته النهائية الرقيقة واهتمامه بالشرق. وبريدغمان وُصف في وقت لاحق ب"جيروم الأميركي".
أمضى بريدغمان أربع سنوات في محترف جيروم ثم أقام أول معرض له في باريس في 1870. ونالت لوحته "سيرك في الريف" إعجابا كبيرا وأُرسلت إلى نيويورك حيث عُرضت في جمعية بروكلين للفنون.
بسبب اندلاع الحرب الفرنسية البروسية (1870-1871)، اضطر بريدغمان إلى مغادرة باريس في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر. وبعد قضاء بعض الوقت في بريطانيا وإسبانيا، قام بأولى رحلاته إلى شمال إفريقيا بين 1872 و1874، زار خلالها المغرب، وتونس والجزائر ومصر.
وفي رحلته إلى مصر، رافقه زميله الفنان الأميركي تشارلز سبراغ بيرس (1851-1914). وصلا إلى القاهرة في كانون الأول (ديسمبر) 1873، وعملا في المدينة لإنتاج العديد من الرسومات للآثار الإسلامية والحياة في الشوارع التي كانت مصدر الإلهام الرئيسي لبريدغمان. وقد سافرا على طول النيل ووصلا إلى أبو سمبل في جنوب مصر.
خلال رحلاته، أنجز بريدغمان حوالي 300 رسم أصبحت مصدر عدد هائل من لوحاته الزيتية اللاحقة.
في 1877، شارك بريدغمان بلوحة "جنازة مومياء على النيل" في صالون باريس ثم في معرض باريس في 1878. وتقديرا لهذه اللوحة منح صليب جوقة الشرف في فرنسا.
في 1881، قدم أكثر من 300 من أعماله في معرض شخصي في نيويورك أثار إعجابا كبيرا.
عاد إلى شمال إفريقيا في شتاء 1885-1886، واستقر في الجزائر مع زوجته. وفي 1889، نشر "كتاب الشتاء" في الجزائر مع ذكريات ورسوم توضيحية من رحلاته إلى شمال إفريقيا.
قال في كتابه هذا "هل كان بسبب ولادتي في ألاباما مع أشعة الشمس في عظامي، أنني شعرت أنني في بيتي في الجزائر عندما وطئت قدمي تربتها الرائعة في 1872؟ لم أدس أرضا مثلها بدأت استنشق فيها الروائح المميزة للمدن الشرقية.. روائح المسك والتبغ وأزهار البرتقال والقهوة والحشيش.. مزيج خفي يطبع ملابس الجزائر ويحوم حول المتاجر والأسواق".
وكتب عن الجزائر أنها "من الأماكن القليلة التي يلقى فيها الفنان مجاملة من الطبقات العليا، ولا يزعجها العامة".
سمحت له زياراته المتكررة للمنطقة طوال سبعينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر بتجميع مجموعة من الأزياء والقطع الأثرية والفنية التي تظهر غالبا في لوحاته.
في 1890، أقام في نيويورك معرضا ضم أكثر من 400 لوحة. وعندما انتقل المعرض إلى معهد شيكاغو للفنون، لم يكن يحتوي على أكثر من 300 عمل مما يدل على العدد المرتفع لمبيعاته.
بعد الحرب العالمية الأولى، غادر باريس ليقيم في ليون لا فوريه في منطقة النورماندي.
توفي بريدغمان في مدينة روان الفرنسية في 13 كانون الثاني (يناير) 1928