أديلارد أوف باث (القرن الثاني عشر)
Adelard of Bath, Adelardus Bathinsis
Adelard of Bath, Adelardus Bathinsis
أديلارد أوف باث فيلسوف وعالم رياضيات وطبيعة إنكليزي كتب باللغة باللاتينية. كان من أوائل مترجمي المؤلفات العربية وناشري الثقافة العربية الإسلامية.
سيرته فيها الكثير من الثغرات وفيها جوانب كثيرة قابلة للتأويل والجزء الأكبر المعروف عنه جاء من شهادته الخاصة.
اسمه باللغة اللاتينية أديلاردوس باتينسيس. تورد المراجع تاريخين لولادته ووفاته: 1070-1150 وحوالى 1080-1142.
كما يدل اسمه، يقول إنه من مدينة باث الإنكليزية الرومانية لكن لا تفاصيل عن حياته هناك. وأصل اسمه أديلارد أنغلو ساكسوني وهذا قد يعني أنه كان ينتمي إلى طبقة دنيا في إنكلترا القرن الثاني عشر الخاضعة للملوك النورمان.
لم يرد ذكر والديه في أي مكان لكن يعتقد أن والده كان على ما يبدو مقربا من اسقف باث وويلز جون أوف تورز المعروف باسم جون دي فيلولا (توفي في 1122) أيضا.
وفي السجلات التاريخية الوحيدة لأديلارد أوف باث إلى جانب أعماله، كان يملك أراضي في منطقة ويلتشير.
وبما أن عائلته كانت على صلة وثيقة بجون أوف تورز الذي نقل مقر أسقفيته من ويلز إلى باث في 1090، أُرسل أديلارد بعدما أنهى تعليمه في باث، ليقوم بجولات في فرنسا حيث تلقى تعليمه الخاص.
ويعتقد أنه غادر إنكلترا في نهاية القرن الحادي عشر متوجهاً إلى تور بغرب فرنسا المدينة التي كانت من مراكز النهضة الكارولنجية، بناءً على نصيحة من الأسقف جون دي فيلولا.
أثناء دراسته في تور حدثه، كما يقول بنفسه، "رجل حكيم من تور" لم يكشف اسمه عن علم الفلك وأثار اهتمامه بدراسة العلوم.
وبعدما عمل في التدريس لبعض الوقت في لاون في شمال فرنسا، سافر إلى جنوب إيطاليا ثم إلى صقلية في 1116 على أبعد حد. وبهدف الاطلاع على العلوم العربية زار "أراضي الحملات الصليبية" أي اليونان وغرب آسيا وكذلك صقلية حيث يعتقد أنه تعلم اللغة العربية، وقد يكون زار الأندلس.
كما سافر بين 1104 و1107 إلى طرسوس وأنطاكية وربما فلسطين ودمشق ومصر وشبه الجزيرة العربية. وقد استغرقت رحلاته هذه سبع سنوات. لكن بعض المؤرخين يرون أن هذا غير صحيح وحديثه عن "السفر" والحوار مع "العرب" ليس سوى غطاء لأفكاره الخاصة.
عند عودته إلى انكلترا، عين مدرسا للأمير هنري الذي أصبح الملك هنري الثاني.
بين 1126 أو 1130 عمل على نشر المعرفة التي اكتسبها عن علمي الفلك والهندسة من العرب في العالم اللاتيني.
وقد عمل على نصوص عربية تمكن من نقلها من إسبانيا إلى صقلية وترجم بعضها إلى اللاتينية، ومن بينها ترجمة كتاب "المجسطي" لبطليموس (1130) و"الجداول الفلكية" للخوارزمي و"المبادئ" لإقليدس وهي أقدم نسخة مترجمة لهذا الكتاب نقلت من العربية. كما ترجم بمساعدة يوحنا الإشبيلي أربعة كتب لأبي معشر البلخي في 1133.
وكان له دور فعال في إدخال المعرفة العربية والتقليد العربي للبحث العلمي العقلاني إلى أوروبا.
في كتابه "المسائل الطبيعية" وهو محاورة بينه وبين ابن أخيه خريج جامعات الفرنج، يقول "إنني، وقائدي هو العقل، قد تعلمت من أساتذتي العرب غير الذي تعلمته أنت فبهرتك مظاهر السلطة بحيث وضعت في عنقك لجاما تقاد به قياد الإنسان الحيوانات الضارية ولا تدري لماذا ولا إلى أين.. فقد منح الإنسان العقل لكي يفصل بين الحق وبين الباطل.. فعلينا بالعقل أولا فإذا اهتدينا إليه - لا قبل ذلك - بحثنا في السلطة فإن سايرت العقل قبلناها وإلا.." ("المستشرقون"، نجيب العقيقي، ص122).
كانت مدينة باث رومانية واستولى عليها الانغلو ساكسون في 577.
أدى غزو النورمانديين لإنكلترا في 1066 إلى هزيمة الانغلو ساكسون وصعود النبلاء النورمانديين والفرنسيين وأنصارهم.
جون اوف تورز أو جون دي فيلولا (توفي في 1122) كان أسقفًا لويلز في إنكلترا نقل مقعد الأبرشية إلى باث. ولد في مدينة تور بغرب فرنسا وكان طبيب وليام الأول ملك إنكلترا قبل أن يصبح أسقفًا.
تور مدينة تقع في غرب فرنسا كانت واحدا من المراكز المميزة لعصر النهضة الكارولنجية.
لاون كانت المدينة الرئيسية لملوك فرنسا الكارولينجيين بدءًا من لويس الرابع. بعد سقوط الكارولينجيين.
كانت مملكة صقلية مزدهرة وقوة سياسية واقتصادية كبيرة يحكمها منذ 1112 روجر الثاني ملك النورمان الذي أصبح بلاطه من أهم المراكز الثقافية في منطقة البحر المتوسط جذب الباحثين والعلماء والشعراء. وكان تأثير الحكم العربي للجزيرة من 827 إلى 1091 واضحا والمسلمون يتمتعون بنفوذ كبير فيها.
"المستشرقون"، نجيب العقيقي