(1689-1605) جان باتيست تافرنييه
Jean Baptiste Tavernier
Jean Baptiste Tavernier
جان باتيست تافرنييه رحالة وتاجر أحجار كريمة فرنسي زار المشرق وبلاد فارس والهند على نفقته الخاصة في ست رحلات بين 1630 و1668، روى وقائعها في كتاب بعنوان "الرحلات الست لجان باتيست تافيرنييه" نشر في 1675 برعاية ملك فرنسا لويس الرابع عشر.
ولد تافرنييه في 1605 في باريس لعائلة فرنسية او فلمنكية الاصل بروتستانتية هاجرت إلى مدينة أنتورب هربا من الاضطهاد الديني، ثم عادت الى باريس بعد صدور مرسوم نانت الذي وقعه ملك فرنسا هنري الرابع في 1598 ويضمن حماية حقوق الفرنسيين البروتستانت من اتباع الإصلاحي الفرنسي جان كالفان.
كان والده وعمه غابريال وميلكيور تافيرنييه رسامي خرائط.
وقد استهواه السفر منذ صغر سنه متأثرا خصوصا بالأحاديث التي سمعها في منزل والده وقام بأول رحلة له في سن السادسة عشرة الى انكلترا والدول الاسكندنافية وألمانيا. وفي 1629 عمل مترجما لاحد النبلاء في رحلة الى مانتوا (في إيطاليا اليوم). بعد ذلك رافق الكولونيل الإيرلندي والتر باتلر (حوالي 1600-1634) الذي كان يعمل في خدمة إمبراطور النمسا فرديناند الثاني (1578-1637) في رحلة جديدة.
في 1630، توجه تافرنييه الى ريغنسبورغ لحضور تتويج ابن إمبراطور النمسا حاكما على الأراضي المنخفضة الاسبانية، لكن المراسم تأجلت، فقرر زيارة الشرق. وبوساطة من رجل دين مقرب من وزير لخارجية الفرنسي الكاردينال ريشوليو (1585-1642)، انضم الى اثنين من الرحالة الفرنسيين كانا مكلفين بزيارة المشرق.
وقد رست سفينتهم في 1631 في اسطنبول حيث أمضى أحد عشر شهرا ثم توجه الى توكات وارضروم ويريفان وفارس الصفوية وكانت أبعد مدينة وصل اليها في تلك الرحلة اصفهان، وعاد في 1633 عن طريق بغداد ثم حلب في إسكندرونة ومالطا وإيطاليا.
في ايلول (سبتمبر) 1638 بدأ رحلته الثانية التي استمرت حتى 1643 وتوجه خلالها عن طريق حلب الى فارس ثم الهند. وقد زار امبراطور المغول شاه جهان (1592-1666) وقام باول رحلة له الى مناجم الماس. هناك اقتنى ماسة عرفت باسم "الماسة الزرقاء" تزن 116 قيراطا اشتراها في وقت لاحق الملك لويس الرابع (1643-1715) عشر ب120 الف ليرة حينذاك اي ما يعادل 172 ألف أونصة من الذهب الصافي، وأمر بضمه إلى طبقة النبلاء.
بعد هذه الزيارة، قام باربع رحلات اخرى بصفته تاجرا كبيرا يعمل في بيع المجوهرات وغيرها من السلع الثمينة لامراء الشرق.
في رحلته الثالثة (1643-1649) زار جاوا وعاد عن طريق الكاب وكانت علاقته بالهولنديين جيدة. الرحلة الرابعة (1651-1655) مر باسكندرونة وحلب وبندر عباس ومنها الى الهند، ثم عاد عن طريق بندر عباس واصفهان وغانديكوت وسورات وبيغو وداغون وافا وموغوك.
اما آخر رحلتين له (1657-1662 و1664-1668) فلم يذهب خلالهما ابعد من الهند ولم تعرف تفاصيل كثيرة عنهما. وقد أمنتا له ثروة كبيرة وسمعة جيدة في وطنه وقدم الى الملك لويس الرابع عشر. وقد أصبح من النبلاء. واعتبارا من 1669 استقر في أرض في سافوا بالقرب من جنيف وألف كتبه الستة بطلب من لويس الرابع عشر.
وفي زمن كانت فيه المعلومات عن الشرق قليلة، لقيت كتبه الستة تقديرا من قبل المؤرخين والجغرافيين مع أن كثيرين شككوا في صحة بعض التفاصيل فيها.
السنوات الأخيرة من حياة تافرنييه يشوبها بعض الغموض، لكن الامر الاكيد هو انه غادر فرنسا في 1684 مع بدء ملاحقة البروتستانت مجددا، وتوجه الى براندبورغ حيث اراد فريديريك فيلهيلم الأول (1688-1740) ملك بروسيا، تعيينه سفيرا له في الهند ليدير شركة للهند الشرقية على غرار تلك التي اقامتها بريطانيا، لكن المشروع فشل واضطر للعودة إلى فرنسا.
ومع اشتداد حملة لويس الرابع عشر ضد البروتستانت ومنعهم من مغادرة فرنسا باع قصره وتمكن من الهرب في 1687 الى سويسرا، منها الى برلين فكوبنهاغن، ودخل الى روسيا بجواز سفر أصدره ملك السويد كارل الحادي عشر (1655-1697) وتأشيرة صدرت بأمر من حكومة القيصر بطرس الأكبر (1672-1725)، ربما على أمل مواصلة طريقه الى الهند أو فارس كما نقل عنه حينذاك مؤلف كتاب عنه.
والقيصر بطرس الاكبر عرف بحبه لكل ما هو أجنبي وغريب واوروبي لذلك كان يعرف تفاصيل عن تافرنييه ورحلاته.
عاش تافرنييه في حي الألمان الذي يعيش فيه أوروبيون غربيون في شمال شرق موسكو وكان يزوره بطرس الاكبر باستمرار. لكن لم يعرف ما إذا التقى تافرنييه.
توفي تافرنييه في 1689 في موسكو.
مرسوم نانت أصدره ملك فرنسا هنري الرابع (1586-1610) في نيسان (أبريل) 1598 لوضع حد للحروب الدينية الثماني (1562-1598) المدمرة التي استمرت 36 عاما، ولا سيما الحرب الثامنة التي اندلعت في 1585. وقد ألغاه الملك لويس الرابع عشر (1643-1715) في 1685 مما دفع آلاف البروتستانت إلى مغادرة فرنسا.
الكاردينال ريشوليو هو أرمان جان دو بليسي، دوق ريشيليو الأول كان رجل دين كاثوليكيا فرنسيا ورجل دولة كان يتمتع في عهد لويس الثالث عشر ملك فرنسا من 1610 إلى 1643،بنفوذ كبير في الشؤون المدنية والدينية واشتهر برعايته للفنون.
شاه جهان خامس سلاطين المغول المسلمين في الهند اسمه الأصلي شهاب الدين محمد خرّام أو المقدام (1592-1666)، الذي شهدت دولة المغول في عهده توسعا كبيرا واشتهر بحبه لزوجته ممتاز محل التي بنى لها "تاج محل".
فريديريك فيلهيلم الأول (1688-1740) ملك بروسيا من 1713 إلى 1740.
يمكن قراءة كتاب "رحلة الفرنسي تافرنييه إلى العراق".
الرحلات بالفرنسية "Les six voyages de Jean Baptiste Tavernier"