يوزف فون هامر-بورغشتال (1774-1856)
Josef von Hammer-Purgstall
Josef von Hammer-Purgstall
مستشرق ومؤرخ ودبلوماسي نمساوي ولد في مدينة غراتس (جنوب النمسا) والتحق في الخامسة عشرة من عمره ب"الأكاديمية الملكية للغات الشرقية" التي تأسست في 1754 في فيينا لتدريب المترجمين الشباب من أجل العمل الدبلوماسي.
خلال خمس سنوات درس فون هامر-بورغشتال اللغات التركية والفارسية والعربية والإيطالية والفرنسية واللاتينية واليونانية. وفي 1790 عمل مترجما خلال زيارة وفد تركي.
عند انتهاء دراسته بقي في الأكاديمية حيث بدأ عمله العلمي وترجم مقالات من موسوعة الجغرافي والمؤرخ العثماني حاجي خليفة (1609-1657) وتعاون مع المؤرخ السويسري يوهانس فون مولر (1752-1809) والمستشرق برنهارد فون ينيش (1734-1807).
بدأ في 1796 العمل في وزارة الخارجية ثم عين في 1799 في سفارة النمسا في إسطنبول.
في 1800 شارك كمترجم للأدميرال وليام سيدني سميث (1764-1840) في الحملة البريطانية ضد الفرنسيين في مصر، على متن السفينة "تايغر". ثم رافق سيدني سميث إلى لندن وتابع رحلته إلى باريس حيث التقى المستشرق الفرنسي سيلفستر دي ساسي (1758-1838)، قبل أن يعود إلى النمسا في 1801.
في 1802 كان سكرتيرًا للمفوضية النمساوية في إسطنبول مما أتاح له القيام برحلات صغيرة إلى آسيا الصغرى واليونان. في ذلك الوقت كتب "يوميات رحلة" ورواية "عنتر"، وترجم حكايات ألف ليلة وليلة.
في 1806 نقل إلى القنصلية العامة للنمسا في مولدافيا، وعاد بعد عام إلى فيينا حيث شغل مناصب عدة وكان مترجم القصر الملكي من 1811 إلى 1836.
انتهت حياته الدبلوماسية في 1807 بسبب خلاف مع المستشار النمساوي المحافظ كليمنس فون ميترنيخ (1773-1859) الذي اعتبر أنه ليبرالي ومثقف إلى درجة لا تسمح له بخدمة النمسا. وقد أوكلت إليه مهام بيروقراطية ولم يدع إلى الترجمة سوى مرة واحدة في 1819 و1820 خلال زيارة سفير بلاد فارس ميرزا أبو الحسن لبلاط النمسا.
عندما احتل الفرنسيون النمسا في 1808 وبدأوا نهب المكتبات والمتاحف، تمكن من إنقاذ مجموعة كبيرة من المخطوطات الشرقية. وفي كانون الأول (ديسمبر) 1809 نجح في استعادة مخطوطات ثمينة أخرى في باريس.
دعم فون هامر-بورغشتال "ألأكاديمية النمساوية للعلوم" في فيينا وكان أول رئيس لها من 1847 إلى 1849.
توفي فون هامر-بورغشتال في فيينا في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 1856.
تحمل "الجمعية الشرقية النمساوية" التي تأسست في 1959 لرعاية العلاقات الثقافية مع الشرق الأدنى، رسميا اسم "جمعية هامر-بورغشتال النمساوية للشرق".
نشر عددا كبيرا من الدراسات والترجمات في مجلة "كنوز الشرق" وترجم أعمالا عدة من بينها "ديوان حافظ" (1812) الذي كان مصدر الهام للشاعر الألماني غوته لكتابة "الديوان الغربي الشرقي" و"ديوان" الشاعر التركي باقي (1526-1600) الملقب ب"سلطان الشعراء"، وكتاب التاريخ الفارسي "تاريخ الوصاف".
لكن بتناوله كل هذه المواضيع بشكل واسع، واجه فون هامر-بورغشتال انتقادات من عدد من المؤرخين والمستشرقين من بينهم الدبلوماسي والمستشرق الألماني هاينريش فريدريش فون دييز (1751–1817). كما كان على خلاف ودي حول مسألة أصل ألف ليلة وليلة مع المستشرق والمترجم الإنكليزي إدوارد وليام لين (1801-1876).
من مؤلفاته أيضا:
- "أحمد بن علي بن وحشية شرح الحروف الهجائية القديمة والحروف الهيروغليفية مع وصف للكهنة المصريين وطبقاتهم وتنشئتهم وتضحياتهم" (لندن، 1806)
- "دستور الدولة وإدارة الدولة في الإمبراطورية العثمانية، من مصادر قوانينها الأساسية" (فيينا، 1815)
- "تاريخ فنون الخطابة الجميلة في بلاد فارس مع حصاد الزهور من مائتي شاعر فارسي" (فيينا، 1818)
- "التجول في رحلة من القسطنطينية إلى بروسا وأوليمبوس، ومن هناك العودة عبر نيقية ونيقوميديا" (1818)
- "البرسيم الشرقي" (فيينا، 1819)
- "القسطنطينية ومضيق البوسفور، موصوفان محليا وتاريخيا" (بيست، 1822)
- "في الأصول الروسية" سانت بطرسبرغ، 1825)
- "أوليا جلبي، رواية الرحلات في أوروبا وآسيا وأفريقيا في القرن السابع عشر، بقلم أوليا أفندي" (أوليا جلبي)
- "تاريخ الحشاشين" (شتوتغارت وتوبنغن، ١٨١٨)
- "تاريخ الشعر العثماني" (1836)
- "تاريخ القبيلة الذهبية في كيبتشاك، المغول في روسيا" (الطاعون، 1840)
- "تاريخ الإلخانات، المغول في بلاد فارس" (مجلدان، دارمشتات، ١٨٤٢)
- "الكاردينال كليسل مدير الخزانة السرية للقيصر ماتياس" (أربع مجلدات، فيينا، 1847–1851) سيرة ذاتية من أربعة مجلدات لملكيور كليسل (1552-1630)
- "تاريخ الأدب العربي من البداية إلى نهاية القرن الثاني عشر الهجري" (سبع مجلدات، 1850-1856) – لم يكتمل.
- "تاريخ خانات القرم تحت الحكم العثماني" (فيينا، 1856)
الأكاديمية الملكية للغات الشرقية في فيينا: جعلت الحروب العثمانية في أوروبا والمبادلات الثقافية والاقتصادية، من الضروري وجود تراجمة خصوصا مع بدء الاهتمام العلمي بالشرق. لذلك أمرت امبراطورة النمسا ماريا تيريزا بتأسيس الأكاديمية وهذا ما حدث في 1754. ظلت هذه الأكاديمية تعمل حتى 1938 سنة ضم النمسا إلى ألمانيا ثم أعيد فتحها في 1964 باسم "أكاديمية فيينا الدبلوماسية".
الأدميرال وليام سيدني سميث (1764-1840) ضابط في البحرية والاستخبارات البريطانية خدم في حروب الثورتين الأميركية والفرنسية وحروب نابليون.
كليمنس فون ميترتيخ (1773-1859) رجل دولة ودبلوماسي نمساوي محافظ كان في قلب توازن القوى الأوروبي الذي عرف باسم "الوفاق الأوروبي" لمدة ثلاثة عقود بصفته وزير خارجية الإمبراطورية النمساوية اعتبارا من 1809 ومستشارا من 1821 حتى 1848 عندما أجبرته الثورات الليبرالية على الاستقالة.
مصطفى بن عبد الله المعروف باسم حاجي خليفة (1609-1657) جغرافي ومؤرخ عثماني يعد احد أبرز عُلماء المسلمين في القرن السابع عشر وصفه المستشرق الألماني فرانس بابنغر بأنه أكبر موسوعي بين العثمانيين. من أشهر مؤلفاته "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون".