(1993-1914) توشيهيكو إيزوتسو
Toshihiko Izutsu
Toshihiko Izutsu
ولد في الرابع من أيار (مايو) 1914 لعائلة ثرية في طوكيو حيث كان والده صناعيا وخطاطا وأستاذا في التأمل البوذي مما أتاح له التعمق في هذا المجال. ودرس في مدرسة أسسها في طوكيو مبشرون ميثوديون في أواخر القرن التاسع عشر مما سمح له بالاطلاع على الديانة المسيحية التي أثارت اهتمامه على الرغم من نفوره منها لرفضها الفلسفة التي تعلمها من والده لكنها أثارت اهتمامه في نهاية المطاف.
درس الاقتصاد أولا في جامعة كيو ثم الأدب الإنكليزي وأصبح في 1937 مساعدا لأستاذه الشاعر والناقد الأدبي جونزابورو نيشيواكي (1894-1982) ثم أصبح مدير مدرسة اللغات التابعة للجامعة نفسها وباحثا في "المعهد اللغوي لجامعة كيو" الذي أسسه نيشيواكي في 1942 وأصبح اسمه في وقت لاحق "معهد الدراسات الثقافية واللغوية".
وليتمكن من قراءة العهد القديم، بدأ تعلم اللغة العبرية واعتمد على كتاب مدرسي ألماني ليتعلم العربية بينما كان يدرس الروسية واليونانية القديمة واللاتينية. وقد تعلم خلال حياته نحو ثلاثين لغة بينها العربية والفارسية والعبرية والسنسكريتية والصينية.
خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، سمحت له مؤهلاته العلمية بالخدمة في الجيش الياباني بصفة مترجم فوري للغات العربية ولغات آسيا الوسطى.
بعد الحرب، في 1945، عين إيزوتسو الذي كان ناقدا أدبيا أيضا، رئيسًا لقسم الدراسات العربية في جامعة كيو ثم أصبح أستاذاً مساعداً في علم اللغة في الجامعة نفسها. وفي 1954 شغل كرسي فلسفة اللغة تلاه كرسي الفلسفة الإسلامية في 1962.
وقد نشر في 1957 أول ترجمة للقرآن الكريم من النص العربي مباشرة إلى اللغة اليابانية.
في 1959، زار مصر حيث التقى عددا من الشخصيات بينها المفكر الإسلامي رشيد رضا (1865-1935) ثم لبنان حيث بقي حتى 1961. بعد ذلك دعي إلى كندا وعين أستاذاً للفلسفة الإسلامية في جامعة ماكغيل التي عمل فيها من 1962 حتى 1969 .
بعد زيارة إلى طهران في 1971 لإجراء أبحاث في معهد ماكغيل للدراسات الإسلامية - التابع لجامعة ماكغيل الكندية وتأسس في 1969 -، انتقل في 1972 إلى طهران حيث عمل أستاذاً للفلسفة الشرقية المقارنة في "الأكاديمية الإمبراطورية الإيرانية للفلسفة" التي أصبح اسمها في وقت لاحق "معهد الأبحاث الإيراني للفلسفة".
غادر إيران عشية الثورة الإيرانية في 1979 وعاد إلى اليابان حيث عين ستاذا فخريا في جامعة كيو في 1981.
وفي 1982، حصل على جائزة أساهي التي تمنحها صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية سنويا مكافأة لأعمال أكاديمية أو فنية تساهم في خدمة المجتمع والثقافة، تقديرا لدراساته وأبحاثه في العلوم الإسلامية والأديان المقارنة.
توفي في كاماكورا في السابع من كانون الثاني (يناير) 1993.
بعد وفاته، منحت مكتبته التي تتألف من عشرة آلاف مجلد بمختلف اللغات وبينها 3700 كتاب عربي ومخطوطات إيرانية، إلى مركز ميتا ميديا في جامعة كيو (Keio University Meta Media Center).
من مؤلفاته
"الله والإنسان في القرآن: علم دلالة الرؤية القرآنية للعالم" (1964)
"مفهوم الإيمان في علم الكلام الإسلامي: تحليل دلالي للإيمان والإسلام" (1965)
"الصوفية والطاوية دراسة مقارنة للمفاهيم الفلسفية الرئيسية" (1966-1967)
"الخلق والنظام الخالد للأشياء: مقالات في الفلسفة الصوفية الإسلامية" (1994)....
جامعة كيو هي جامعة خاصة للأبحاث وأقدم مؤسسة للتعليم العالي الغربي في اليابان. تأسست في 1858 كمعهد للدراسات الغربية.
رشيد رضا (1865-1935) مقكر من رواد الإصلاح الإسلامي وصحافي وكاتب وأديب لغوي. أصدر في 1898 مجلة "المنار" التي أكد أن هدفها هو الإصلاح الديني والاجتماعي للأمة وتأكيد أن الإسلام يتفق والعقل والعلم.
"الأكاديمية الإمبراطورية الإيرانية للفلسفة" أسسها في 1974 سيد حسين نصر بطلب من فرح ديبا وواصلت عملها بعد الثورة في 1979 ثم جمعت في 1981 مع 11 مركزا للأبحاث في هيئة "معهد الدراسات والأبحاث الثقافية". ومنذ 2001 وبعد استقلالها عن المعهد تعمل هذه المؤسسة بشكل مستقل باسم "معهد الأبحاث الإيراني للفلسفة".