(2004-1915) مكسيم رودنسون
Maxime Rodinson
Maxime Rodinson
يعد المؤرخ وعالم الاجتماع الفرنسي مكسيم رودنسون الذي ولد في باريس قي 26 كانون الثاني (يناير) 1915 لأبوين من المهاجرين البولنديين الروس اليهود المتشددين الفقراء، أحد أهم المراجع في الدراسات الإسلامية والشرقية بشكل عام ومن أشهر المدافعين عن القضية الفلسطينية.
اضطر للعمل في سن مبكرة، لكنه اعتمد على قراءة كتب استعارها وبدأ دراسة اللغات الشرقية وقُبل في 1932 في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية الذي تخرج منه في 1936 بدبلوم باللغات الأمهرية والتركية والعربية الفصحى واللهجتين المشرقية والمغربية. بعد ذلك تعلم اللغة العبرية.
في 1937 بدأ العمل في الصندوق الوطني للبحث العلمي. وفي السنة نفسها انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، لكن تم تجنيده في الجيش الفرنسي في 1940 وأرسل إلى سورية حيث عمل في المعهد الفرنسي. وبعد تسريحه من الجيش عمل في إدارة الآثار في بيروت.
أتاحت له إقامته في لبنان وسوريا الهرب من اضطهاد اليهود في فرنسا المحتلة من قبل الجيش الألماني النازي وتوسيع معرفته بالإسلام. وقد قُتل والداه في معتقل أوشفيتز النازي في 1943.
في 1948، عين مسؤولا عن قسم الإسلام في المكتبة الوطنية في باريس. في 1955 عين مديرا للمدرسة العملية للدراسات العليا وأصبح بعد أربع سنوات أستاذا للغات الإثيوبية وواصل هذا العمل حتى تقاعده في 1983.
طُرد رودنسون من الحزب الشيوعي في 1958 بعدما عبر علنا عن موقفه من الصهيونية وعن غضبه من "القيود المفروضة على فكرنا وأبحاثنا من قبل الكوادر الفكرية وغيرها من كوادر الحزب". وكتب أنه في فرنسا في الخمسينيات "كان من المستحيل نشر مقال أو كتاب أو إنتاج فيلم، يظهر فيه العرب وكأن لديهم على الأقل بعض الأسباب للشكوى من اليهود الصهاينة".
وقد واجه رودنسون هجمات من من الدوائر الصهيونية في فرنسا التي اتهمته بخيانة اليهود.
درس رودنسون الأسلام معتمدا على أدوات علم الاجتماع والنظريات الماركسية.
من أشهر مؤلفاته "سيرة محمد" (1961) و"الإسلام والرأسمالية" (1966). وقد اهتم أيضا بكتب الطبخ وتأثيرات المطبخ العربي على مطبخ النخب الأوروبية في القرون الوسطى. وفي 1949 عندما كان مسؤولا عن المخطوطات العربية في المكتبة الوطنية في باريس، نشر مقالا عن "الوثائق العربية المتعلقة بالمطبخ"، ثم بعد عشرين عاما نشر مقالا حول "تأثيرات الحضارة الإسلامية على الحضارة الأوروبية" في الاستهلاك والترفيه والطعام.
توفي في 23 أيار (مايو) 2004 في مدينة مرسيليا في فرنسا.
كان رودنسون المولود لعائلة شيوعية معادية للصهيونية مدافعا شرسا عن القضية الفلسطينية وأصبح يوصف بأنه متحدث باسمها في فرنسا. في 1967 نشر مقالا بعنوان "إسرائيل حقيقة استعمارية؟" في مجلة "الأزمنة الحديثة" (Les Temps Modernes).
وقد أنشأ مع زميله المستشرق وعالم الاجتماع الفرنسي جاك بيرك (1910-1995) مجموعة البحث والعمل من أجل فلسطين.
مؤلفاته
"العرب" (1981)
"الماركسية والعالم الإسلامي" (1972)
"إسرائيل والعرب" (1982)
مقدمة لكتاب "الإلحاد العلمي الماركسي اللينيني ودراسة الدين والإلحاد في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (الدين والعقل)" لجيمس ثروور (1983)
"العبادة والغيتو والدولة: استمرار المسألة اليهودية" (1984)
"إسرائيل: دولة استعمارية استيطانية؟" (1988)
"أوروبا وغموض الإسلام" (1980)
مجلة "الأزمنة الحديثة" (Les Temps Modernes) مجلة شهرية أطلقها في 1945 المفكرون الفرنسيون جان بول سارتر (1905-1980) وسيمون دو بوفوار (1908-1986) وموريس ميرلو-بونتي (1908-1961). توقفت عن الصدور في 2018.