(1624-1584) توماس إربينيوس
Thomas Erpenius, Thomas van Erpe
Thomas Erpenius, Thomas van Erpe
مستشرق هولندي معروف باسم توماس فان إربي أيضا وكان أول أوروبي نشر كتابا دقيقا في النحو العربي.
ولد فان إيربي في 11 أيلول (سبتمبر) 1584 في غورخوم بهولندا ودرس في لايدن ثم التحق بجامعة هذه المدينة وحصل في 1608 على درجة الماجستير في الأدب. وبناء على نصيحة الزعيم الديني الفرنسي الكالفيني جوزف جوستوس اسكاليجيه (1540-1609)، درس اللغات الشرقية بالتزامن مع دراسته اللاهوت.
في 1609، سافر إلى إنكلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا واتصل بالأوساط الجامعية والعلمية واستفاد من المعلومات التي جمعها منها. لكنه لم يجد وسيلة لتعلم اللغة العربية، فانتقل إلى باريس لهذا الهدف.
وكان أستاذه المستشرق والدبلوماسي الفرنسي استيفانوس هوبرتوس (1567-1614) المعروف باسم إتيان أوبير دورليان أيضا وكان حينذاك طبيبا في بلاط الملك هنري الرابع (1556-1610) وتعلم العربية أثناء إقامته في المغرب بين 1598 و1600.
خلال إقامته في باريس، ارتبط إربينيوس بصداقة استمرت طوال الحياة مع عالم اللغويات والأستاذ الجامعي المتخصص بالكلاسيكيات اسحق كازوبون (1559-1614) الذي كان يتقن اللغة العربية وكان أمينا لمكتبة تضم عددا كبيرا من المخطوطات والكتب العربية أتاح له فرصة الاستفادة منها.
من هذه المخطوطات كتاب تركه طالب طب شاب من مدينة فليسينغن يدعى هادريان غيليلموس وتوفي في عمر الشباب في 1604، كان يتقن العربية وقرأ ابن سينا وبدأ ترجمة كتاب عن "جغرافيا النوبيين".
تلقى أيضًا دروسًا في اللغة العربية من المصري يوسف بن أبي دقن (1570-1643) الذي يسمى في الغرب جوزف بارباتوس ابوداكنوس ويلقب بأبي دقن.
ينقل مؤرخون عن إربينيوس قوله إن بارباتوس علمه "عددا كبيرا من الكلمات العربية" ولكن من "اللغة الفاسدة" (أي العامية) في عدد من المناطق. وكان لتخاطبه مع هذا العالم فضل كبير في إتقانه اللغة العربية حتى أنه استطاع بعد تسعة أشهر وبالتحديد في 14 أيلول (سبتمبر) 1609، من كتابة رسالة إلى وليام بيدويل (1561-1632) باللغة الفصحى.
في وقت لاحق، تلقى إربينيوس دروسًا على يد الدبلوماسي المغربي الأندلسي الأصل شهاب الدين أحمد بن قاسم الحجري (1570-القرن السابع عشر) الذي كان في مهمة في فرنسا.
تعمق اربينيوس في معرفة اللغة العربية في النحو والصرف وقرأ الأجرومية والكافية و"العوائل المئة" للجرجاني وكذلك القرآن الكريم.
بعد انتقاله إلى سومور في غرب فرنسا لدراسة اللاهوت، عاد في 1610 إلى باريس فوجد أن كازوبون انتقل إلى لندن بعد اغتيال الملك هنري الرابع، لذلك توجه إلى بلدة كونفلان القريبة من باريس ليتمكن من مواصلة عمله في التحقيق في مخطوط لأمثال عربية.
في كونفلان التقى أحمد بن قاسم الأندلسي فعاد معه إلى باريس ليواصل إتقان التخاطب باللغة العربية باللهجة المغربية. وهذا التاجر أطلعه على الإسلام والسنة النبوية كما كتب في رسالة إلى كازوبون في 27 أيلول (سبتمبر) 1611.
في شباط (فبراير) 1613، عين أستاذًا للغة العربية واللغات الشرقية الأخرى باستثناء العبرية في جامعة لايدن.
وبعد فترة وجيزة من عودته إلى لايدن، سار على خطى السفير الفرنسي والمستشرق سافاري دي بريف (1560-1628) الذي أنشأ مطبعة عربية في باريس على نفقته في منزله .
سافر في 1612 إلى البندقية حيث واصل تعلم اللغات التركية والفارسية والإثيوبية ثم عاد في السنة نفسها إلى بلده حيث عين في السنة التالية أستاذا للغة العربية في جامعة لايدن وبقي في هذا المنصب حتى وفاته.
في 1619 أحدثت جامعة لايدن كرسيا ثانيا للغة العبرية ليشغله.
في السنة التالية، عين مترجما لرسائل الأمراء المسلمين في آسيا وأفريقيا والرد عليها. وقد اكتسب شهرة في جميع أنحاء أوروبا وقدم له العديد من الأمراء الأوروبيين وملوك إنكلترا وإسبانيا ورئيس أساقفة إشبيلية عروضا مغرية لكنه رفض باستمرار مغادرة وطنه.
كان يعد نسخة من القرآن مع ترجمة لاتينية وملاحظات ويخطط لإقامة مكتبة شرقية عندما توفي فجأة بالطاعون في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1624 في لايدن.
مكتبته من الكتب والأوراق والمخطوطات الشرقية، اشتراها رجل الدولة وراعي الفنون الإنكليزي جورج فيليرز دوق باكنغهام الأول (1592-1628) نيابة عن جامعة كامبريدج ونقلت إلى مكتبة هذه الجامعة في 1632.
مؤلفاته:
"النحو العربي في خمسة أبواب"
"مجموعة الأمثال العربية"
"أمثال لقمان الحكيم وبعض أقوال العرب" لكاتب مصري مجهول
ترجمة عربية للعهد الجديد من مخطوطة كتبت في 1342 في دير يوحنا في صعيد مصر.
"سورة يوسف وتهجي العرب" وعنوانه الكامل "سورة يوسف وتهجي العرب: تاريخ يوسف النبي مأخوذ من القرآن بالأصل العربي مع ثلاث ترجمات لاتينية وتعليقات بقلم توماس إربينيوس وفي أوله الحروف العربية"
نشر النص العربي لكتاب "الأجرومية" لمحمد بن آجروم (1273-1323)
"تاريخ اليعاقبة أو الأقباط في مصر وليبيا والنوبة وإثيوبيا" وهو ليس تاريخا فقط بل يسرد فيه الطقوس القبطية في عصره.
"أساسيات اللغة العربية"
نشر ترجمة عربية لأسفار موسى الخمس قام بها يهودي مراكشي في القرن الثالث عشر. – النص الأصلي بالعبرية –
"قواعد العبرية"
"تاريخ العالم" للمؤرخ المصري القبطي جرجس بن العميد المعروف ب"المكين" (توفي في 1273) ويتناول التاريخ من عهد النبي محمد إلى 1260 مع ترجمة إلى اللاتينية. و"المكين" عاش في العصرين الأيوبي والمملوكي من مؤلفاته "أخبار الأيوبيين" و"المجموع المبارك" الذي أرخ فيه من بداية العالم حتى عهد الظاهر بيبرس.
جامعة لايدن: أقدم مؤسسة للتعليم العالي في هولندا. تأسست في 1575 كجامعة بروتستانتية لتدريس العلوم الاجتماعية خصوصا وكان لها دور كبير في العصر الذهبي الهولندي في القرنين السادس عشر والسابع عشر بينما كان العلماء يتدفقون على "الجمهورية الهولندية" (1579-1795) بسبب أجواء التسامح العلمي والثقافي فيها.
هنري الرابع (1553-1610) ملك فرنسا من 1589 حتى اغتياله بيد متطرف كاثوليكي في 1610. نجح خلال حكمه في تحقيق توازن بين مصالح الكاثوليك والبروتستانت وحتى بين الدول الأوروبية نفسها. تلاه في الحكم ابنه لويس الثالث عشر. وكان اغتيال هنري الرابع أحد الأحداث المهمة في أوروبا. فقد قتله كاثوليكي متطرف يدعى فرانسوا رافيلاك في 14 أيار (مايو) 1610. وحسب الرواية الرسمية، تصرف القاتل بمفرده لكن الجدل بشأن وجود مؤامرة من قوى أجنبية وشخصيات مهمة ما زال مستمرا إلى اليوم.
يوسف بن أبي دقن بارباتوس: مصري قبطي سافر في أنحاء أوروبا لتعليم اللغة العربية في القرن السابع عشر. ولد في القاهرة حوالي 1570 وتعلم اليونانية والتركية في مصر. في 1595 أُرسلَ إلى روما حاملا رسالة من بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس جبرائيل الثامن إلى البابا كليمنتوس الثامن واعتنق الكاثوليكية. له كتاب بعنوان "تاريخ اليعاقبة أي الأقباط في مصر" (باللغة اللاتينية) طبع في أوكسفورد في 1675 ولوبيك (1733) ولايدن (1740).
وليام بيدويل (1561-1632) قس وعالم إنكليزي تخصص باللغة العربية ولغات شرقية "أخرى" وكذلك الرياضيات. ويعتقد بعض الخبراء انه هو وليس اربينيوس، من أحيا الاهتمام بالأدب العربي في أوروبا.
الدبلوماسي المغربي الأندلسي الأصل شهاب الدين أحمد بن قاسم الحجري رحالة ومترجم موريسكي ودبلوماسي مغربي اصله من غرناطه. بسبب اضطهاد الموريسكيين فر في 1599 إلى المغرب حيث عمل في خدمة سلاطينه.
الأجرومية كتاب في علم النحو ألفه الفقيه والنحوي المغربي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي المعروف بابن آجروم (1273-1323) ويعد من أهم الكتب في علم النحو.
الكافية أو "كافية ذوي الأرب في معرفة كلام العرب" أو "الكافية الحاجبية"أو الكافية لابن الحاجب هي كتابٌ في النحو العربي يضم القواعد الأساسية للنحو، مؤلفه الفقيه المالكي والكاتب والمؤرخ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس أبو عمرو ابن الحاجب (1174-1249) الذي عاش في مصر.
"العوامل المئة" للنحوي الفارسي الأصل عبد القاهر الجرجاني (1009-1078) مؤسس علم البلاغة.
سومور بلدة في غرب فرنسا كانت في القرن السابع عشر مقرا لمدرسة تحمل اسمها لتعليم اللاهوت الإصلاحي.